إياكِ والثقة العمياء في غير مكانها ، وحذارِ أن تحبي من أعماق قلبكِ ، واحذري أن تكوني فريسة لمن يستغلون طيبة قلبك فيحطمونك ، فوالله يا أُخيّة لن يكترثوا لكسركِ حين ينالون مبتغاهم من ضمانهم حبكِ لهم، بل سيتركونكِ مضرجةً بدماء حلمكِ الوردي الذي اغتالتهُ أيادي مكرهم ، سيتركونكِ مرهقةً كـ غصنٍ لا يحتمل ثقلَ وردة.
إياكِ ثم إياكِ أن تفتحي أبواب قلبكِ الطاهر لأيِ طارقٍ ؛ فهناك الكثير من العابثين الذين يطرقون الأبواب ويهربون ، مخلفين وراءهم الكثير من الأسئلة التي لا إجابة لها ،
حذارِ أن تضعي طيبتكِ في غير مكانها ، واحذري أن تزرعي نفسكِ في غير تربتها فتذبل ، أوصيكِ بقلبكِ الطاهر العفيف ، فكلُ كسرٍ يؤمل إصلاحه إلا الفؤاد ، إلا الفؤاد إذا كان حطاما ، قلبكِ يا رفيقة ، حذارِ أن تتركيه ضائعًا ، تائِهًا ، حائِرًا بسبب عابثٍ لا يفهم للمحبة معنى.
حصّني قلبكِ بحب الله وتعلُّم دينه ، وبدرع الله المتين،
واعلمي يا بنيتي أن من البر بقلبك ألا تعرضيهِ لمن يهمله ، شُدّي وثاق قلبكِ واضربي عليهِ وقولي له :
اثبت يا قلب؛ فالله يسوقُ الحلال الطيب لمن اتقى ربهُ .