مع التقدم بالعمر يكتشف الكثيرون أن المعاتبة والجدال المستمر مع البعض مضيعة للوقت وجهد يحتاج لطاقة كبيرة فيختار الشخص راحة البال مع جملة (أنت صح أو ترك الأمور دون نقاش ) والتي تكون الطريق الصحيح لإنهاء النقاش حتى وإن كان على يقين بأن الشخص الآخر على خطأ، ومع وجود أشخاص يتقنون فن الجدال بدون أي كلل أو ملل أو رغبة في سماع وجهة نظر الطرف الثاني يميل البعض إلى الصمت وعدم الدخول بنقاشات لا تضر ولا تنفع برأيهم، والابتعاد عن محاولة إثبات عدم صحة الكلام مما يخلق حالة من الجفاء والنفور
بين الطرفين بمرور الوقت ..
في الفترة الأخيرة كثيراً تحولت العلاقات إلى مجاملات أكثر والسبب أن الشخص يرى نفسه دوما على صواب ولا يأخذ برأي أحد، ويجادل كثيرا ولا يسمع إلا صوته، فلا تدقق كثيراً معه على كل ما يقوله أو يتفوه به، ونفترض أنه من الطبيعي أن نكون على طبيعتنا أمام الأشخاص الذين نشعر بمودة ومحبة تجاههم، ونجد الراحة معهم إلا أنه في كل مرة نقع في مأزق مع من حولنا فنبدأ بالمعاتبة والمجادلة بدون تعب أو ملل، فقط لإثبات صحة رأينا، وتأكد أن الشخص الذي يحبك يفترض أن يتفهمك ولا يضطرك أن تبرر أفعالك من أجل أن لا تستمر بالمجادلة ويدفعك لتخفيف العلاقة معه ..
البعض يدخلون في النقاش وكأنه معركة لا بد من الفوز بها بغض النظر عن مدى صحة الرأي أو خطئه وبدون الوصول إلى نتيجة مفيدة في النهاية، وهذه الفئة من الناس يبحث غالباً عن الاستفزاز، ويكون حديثك معه عقيما وبلا نتيجة؛ فهؤلاء الأشخاص يفتقدون الثقة بالنفس؛ فالواثقون من أنفسهم يسمعون أصواتا أخرى غير أصواتهم، ويؤمنون بالرأي الآخر، ويدخلون في الحوار للمعرفة والوصول الىح الحقيقة، وهذا نتيجة تعرضهم للاضطهاد من قبل أسرهم فتكون شخصيتهم مهزوزة غير واثقة بنفسها وضعيفة، وفي مرحلة معينة من العمر تنمو لديهم الرغبة بإيجاد طريقة لإثبات الذات وهذه الطريقة تزعج الآخرين، فلا بد أن نوضح له مدى التأثير السلبي على العلاقة بسبب الجدال المستمر وعدم الالتفات لرأي الآخرين، وإن لم يجدِ ذلك نفعا ينبغي عدم استنزاف طاقاتك معه بحوار عقيم لا ينفع ..