الإعلام والفنون : براثن وحش الماسونية العالمية القاتل، مارد عملاق يتسرب من مصباح الفساد العالمي والذي يروج للرذائل، ويمهد للمهازل، ويسحب أغطية الستر لينكشف المشهد عن صور متردية لنطيحة البغاء هنا وموقوذة الدعارة هناك، جل أهدافه تحوم حول هدم هرم الدين من أسسه وتقويض دعائم القيم من ركائزها، ولم يعد ذلك سرا فالكوكب يدرك أن الفن السابع والدراما و الغناء والمسرح في معظمه يحركه تلاميذ الماسونية ومنسوبو المحافل العظيمة للبنائين الأحرار وطقوس خزعبلات الشر التي تبدأ بعصب العينين وتنتهي بالقسم بين يدي مهندس الكون الأعظم كما يهرطق أهل الماسون المنحرفون والمدمرون، ومعروف أنهم ينتقون رموز التمثيل والفنون والمشهد الثقافي في العالم ومنه الوطن العربي ويتسترون في نواد سياسية و رياضية وثقافية مثل الروتاري والليونز وغيرها، خلاصة القول أن الفن يعتبر من أكثر الأذرع التي يرتكز عليها الأخطبوط الماسوني لتنفيذ بروتوكولاته، ولهذا نجد ومع كل مطلع عقد من الزمان منذ الأربعينات بالقرن الماضي إلى الآن، هناك منهجية معينة يسير عليها صناع السينما والدراما في مصر ولبنان وسوريا والمغرب العربي، ولاننكر وجود أفلام جميلة حملت رسالة هامة وقيمة خلقية و اجتماعية و جمالية على أقل تقدير، لكن يظل للأسف هناك خطة ممنهجة يلتزم بها في اختيار النص و السيناريو والإخراج والممثلين في غالب الإنتاج الفني.
في الأربعينات و الخمسينات كان التركيز على إدخال الصبغة الاوروبية للمستعمر مع ظل الاقطاعي والباشا مسيطرا على السينما المصرية التي كانت مدخلا جديدا بدورها على الثقافة العربية، ومع ذلك كانت اللغة راقية والنمط يتسم بالتهذيب والاعتدال إلى حد بعيد.
ثم جاء انفتاح وخروج من دائرة النمطية في الستينات وتلاه جنون السبعينات وهوس الموضات والصرعات التي طالت الفنون و الأزياء والأفكار فظهرت عبثية الرقص الماجن و الانفلات اللامنطقي.
وواكب ذلك خيبات سياسية ووطنية من جهة ومكاسب و انتصارات نحو الحرية المزعومة من جهة أخرى، فما بين قعر الزجاجة وعنقها طاش محتوى الزجاجة وخرج فائرا على جنباتها، فانحرف التفكير والقيم رويدا رويدا خلال الثمانينات التي لاننكر وجود أفلام جادة وهادفة خلالها، ثم بدأت سلسلة أفلام المقاولات والمخدرات التي جعلت السينما رخيصة فكريا ومفلسة فنيا.
ثم انطلق جيل الشباب الجديد مع الألفية الجديدة وظهر مايسمى مبشرا بخير مصطلح السينما النظيفة لخلوها من مشاهد الإثارة إلا أن هذا لم يقدم طرحا جادا متميزا يميز العقد الجديد بنصوص مختلفة ورؤى رائعة إلا من حالات فردية قليلة.
وظهر بعدها جيل أهل البلطجة والسكاكين، فانتصرت العشوائيات الفنية والعنف المبالغ فيه مع بلوغ السينما والدراما ثوبا جديدا من الإتقان في الصورة والإخراج لكن النصوص لاتزال مفلسة والأفكار مجدبة والحوار مخز وسيطرت النابية و الرداءة على لغة الممثل وصارت البارات والأوكار الفاسدة ومظاهر العري تظهر في كل شاشة وتدخل صدر البيت المسلم و العربي بلا حياء.
وظهرت مدخلات التواصل الاجتماعي و التقنية الحديثة في المشهد الثقافي العربي ومنها نتفليكس الذي قدم منذ اليوم الأول مؤشرات واضحة لأجندة مقننة وفق منهج التدمير للعقل والخلق العربي المسلم، وجاء فلم "أصحاب والا أعز" الفقير إنتاجيا حيث تم تصويره بعدة دولارات في صالة بيت مغلقة، ومأخوذ نسخا عن فلم إيطالي، وفيه مافيه من تطبيع مع الرذائل من مثلية وشذوذ وعلاقات جنسية محرمة و ألفاظ خادشة وازدراء للأديان وسقوط الآداب العامة و ترويج لفساد المراهقات وإباحة العلاقات الخاطئة والترميز للفساد الأخلاقي، كل هذا بدون مشهد تعري واحد و بالطبع هذا يجعل أعوان و أذناب الانحلال في مصر ولبنان وغيرها يدافعون باستماتة عن الفلم وأبطاله، وفي الحقيقة لسنا ضد منى زكي أو غيرها فكل الاحترام للجميع لكننا فقط نتساءل لماذا الإصرار على التطبيع مع فساد القيم و محاولة إحداث ألفة وأنس بين العقل العربي والمسلم مع خطوط اللواط والزنا وانهدام الأسرة و انعدام الحياء!
طارق الشناوى الناقد المعروف يصف الفن التمثيلي بأنه "علم الجمال ولايقاس بالأخلاق" وأسأله بتعجب هل يجد في الشذوذ و الدعارة وانحراف الأخلاق جمالا؟؟! هل الجمال لايصلح أن يقدم في شرنقة قيمية مهذبة أم يشترط أن يغلف بطبقة من سولوفان الرذيلة وخدش الحياء وانحراف الفطرة!!
ألا يعد النضوب الأخلاقي ونشر الفساد قبحا لاجمالا مهما كان الفلم تحفة فنية مبهرة!؟
أي جمال قد يلمع تحت أرتال نفايات القذارة الخلقية؟
لست ضد الفن ولا السينما بل أحبها حبا شديدا و أتابع نتاجها منذ صغري فقط يؤلمني الفقر الفكري والأخلاقي والروحي الذي يلازم صناعتها وصناعها، فهناك مئات من الأفكار والمشاكل و القضايا التي تستحق التناول والطرح في سياق فني محترم و للأسف لازلنا نحبو ونزحف بين مجاري الصرف للعنف وإشاعة الجريمة وتحليل الحرام وتمييع الانحلال، نصوص هزيلة ولغة رديئة وفكر منحرف أو خاو على أقل تقدير.
و الشناوى وشاهين و غيرهم يؤكدون على ضرورة إيقاف محاكمة العمل الفني أخلاقيا والاكتفاء بتقييمه فنيا وهذا أمر عجيب، فالعمل الفني موجه للبشر والبشر في منطقتنا العربية - وفي أي مربع من الكوكب - لديه دين وملة و منظومة أخلاقية بل حتى فصائل الحيوان لديها منظومات أخلاقية يحترمها سرب الفصيل، والسينما نتاج يحوي نصا وحوارا و صورة ولايمكن فصل نتاج الفكر والكلام عن القيمة القيمية والمقياس الروحي والا تحول العمل السينمائي إلى فوضى لاتصلح لبشر يحكمها صورة جيدة وإخراج حرفي وتردي في المضمون كمن ينتج كتابا جيد الحبر والورق والطباعة ولكنه سخيف المحتوى، ترى هل يشفع الاخراج الفني لهذا الكتاب سوء محتواه أم مصيره سلة النفايات!.
شبعنا سطحية و ضحالة في الإنتاج السينمائي العربي، أليس هناك كتابا يكتبون سمينا يكفينا شر الغث؟ ألم يشبع تجار اللحم الرخيص والغرائز الهمجية من عرض سخافاتهم وقبحهم؟
ما غرض فلمك سيد وسام سميرة؟
ما النفع من دورك سيدة نادين لبكي؟؟
ما المتعة ناهيك عن الرسالة في هكذا فلم؟
هل القيمة الفنية البائسة للفلم تسوغ طرح الفساد و التطبيع معه بهذا الرخص؟؟
لا أظن ذلك أبدا.
رحم الله حاتم علي ومن مثله من المبدعين والمؤلفين.
حتى مبتدع المجون في السينما المصرية إحسان عبد القدوس كتب نصا فاخرا مثل لن أعيش في جلباب أبي ولم يكتف بالنصوص الغارقة في الرغبات و الشهوات للجنسين.
وليت مارد الفن والسينما لبني الإسلام تخلو من رمز العين الواحدة ورموز البنائين الأحرار فنحظى بقصص حقيقية جميلة تحاكي مجتمعاتنا بما لايحارب ديننا وتوافق مبادئنا وتصلح مظاهر الفساد لدينا لا تعمل على تلميعها والتشجيع عليها.
التعليقات 3
3 pings
د. جمعان عبدالقادر الزهراني
09/02/2022 في 9:34 م[3] رابط التعليق
سلمت يداك وطابت أيامك د. فاطمة على هذا الإثراء والبيان حول ما تمارسه دور السينما العربية والمنصات التي تدعمها من تسطيح لعقول الشباب وثقافتهم
(0)
(0)
حسن بن صعب
09/02/2022 في 10:48 م[3] رابط التعليق
الأديبة د. فاطمة
فصلت وابدعت
مقال يشرح واقع الحال
فتحت لنا نافذة للمنطق
وجعلتنا نستذكر ان الفن رسالة
واي رسالة.. دمتم مميزون
(0)
(0)
عبدالرحمن
10/02/2022 في 9:10 م[3] رابط التعليق
سلمت يداك يا دكتورة مقال جميل ويستحق الدعم والقراءة ربي يوفقك
(0)
(0)