تنبع سعادة الإنسان وراحته من قدرته على التكيّف مع البيئة المحيطة والأشخاص، ولِيُشبع حاجاته عليه أن يتفاعل إيجابيّاً في علاقاته، أمّا الأشخاص الذين يعانون من الخوف من النّاس فستكون لديهم مشكلات في التكيّف، ممّا يؤدّي إلى عدم شعورهم بالسّعادة، وممارسة حياتهم اليوميّة بشكل طبيعيّ، وأداء مهمّاتهم كما يجب ..
فالخوف من الناس ومن كلامهم، قضية يجب على المسلم، أن لا يأبه بها، ولا يجعلها مانعا له من فعل ما يقربه من الله تعالى، وما يبعده عن غضب خالقه ورازقه ومن سيقوم بحسابه، استجابة لقوله تبارك وتعالى ( فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ).
ولنعلم أنه لا مهرب من انتقادات الناس، فمهما فعلت فلن ترضي كل الناس، لذلك افعل الخير، ولا تخش كلام الناس فيك، افعل كل ما أمرك به ربك، ولا تجعل الخوف من كلام الناس وانتقادهم مانعا لك من طاعة الله. فكلام الناس لا يقدم ولا يؤخر، ولا يدخل جنة ولا نارا، ولا يسمن ولا يغني من جوع..
الخوف من كلام الناس، ظاهرة اجتماعية متفشية في المجتمع تربى عليها الصغير، وشاب عليها الكبير، وأصبحت هاجسا لدى كثير من الناس، ويُحسب لها ألف حساب، فأثَّرت سلبا على حياة كثير من الناس، فأثنت عزائم المجتهدين، وأوقعت البعض في ارتكاب الإثم المبين. والخوف من كلام الناس قضية اهتم بها الدين وضبطها. فهل الخوف من كلام الناس كله ممدوح أم مذموم؟ هذا لابد أن نعرفه ..
إن كلام الناس له تأثير عجيب على النفوس، قد يثني العزائم، ويعيق المسلم عن تحقيق الاستقامة في حياته، إلا أن له بعض الفوائد في منع المسلم من اقتراف ما لا يليق..
نخاف من كلام الناس وتعليقاتهم أكثر من خوفنا عـلى أنفسنا حقيقة مؤلمة في المجتمع لذا نجد أنفسنا في محيط دائرة تدور بنا ولا نفكر إلا بالناس وماذا سيقولون عـنا وما هي نظرتهم لنا لذا نجد معظمنا إلا القليل جداً منا من لا يفكر في كلام الناس والكثير منا يعمل ألف حساب وحساب لكلام الناس في كل أمور حياتنا نفكر ماذا سيقولون عـنا؟ ونجد أحياناً أننا لا نبالي لحياتنا الخاصة بقدر ما نحاتي نظرة الناس لنا ..