أكد فضيلة مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض، الشيخ عبدالله بن محمد الشبانات، أن يوم التأسيس يحظى بأهمية كبيرة لدى كل مواطن سعودي، فهو يومٌ عز رفعت فيه راية التوحيد وجمعت الكلمة، (راية وجماعة وإمام).
وقال “الشبانات”: لقد قام يوم التأسيس بفضل الله على رؤية الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – العبقرية بالسعي لإقامة مشروع سياسي موحد في هذه المنطقة المترامية الأطراف والتي كانت تعاني ولقرون طويلة من التشرذم والتطاحن على مستوى القرى والقبائل، ولتكون دولة لها حضور إيجابي في المنطقة، فكان الإمام محمد بن سعود هو رجل المرحلة بحق، فقاد مشروعه بكل قوة وجدارة.
وأضاف: “كان الناس والمجتمع في ذلك المكان وتلك الحقبة الزمنية يحتاجون إلى رجل صاحب مشروع طموح تتحقق على يديه إقامة دولة لها عمقها التاريخي وهيبتها، وقد أدرك الإمام محمد بن سعود بعبقريته أبعاد هذا المشروع السياسي وأركانه، وأنه لابد أن يقوم على أساس علمي قوي صافي ومعتدل، يقود إلى الوسطية وهذه سنة الله، فلابد لكل دولة من أساس معنوي تنطلق منه إلى تحقيق الوجود وبقوة الأساس تكون قوة الدولة”.
وبيّن “الشبانات” أنه لا أعظم من قوة توحيد الله كما هو معلن على علم هذه الدولة أيدها الله، وبهذا الأساس المتين أقام الإمام محمد بن سعود دولته بمنهج معتدل وبنظام عمراني فريد؛ فكانت الدرعية تمتاز بأكبر حي طيني “حي طريف” الذي وصف بأنه من أكبر الأحياء الطينية في العالم وتم تسجيله في قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، إضافة إلى النظام المالي للدولة لتسيير التجارة فيها آنذاك؛ أتت الدولة السعودية الثانية بعزم الرجال ولحمتهم وتكاتفهم وإصرارهم وقبل ذلك كله ثقتهم بالله جل وعلا، حتى وصلنا للدولة السعودية الثالثة التي قادها الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن ورجاله المخلصون – رحمهم الله -، ثم تبعه وسار على أثره أبناؤه البررة فبنوا هذه الدولة وعمروها وأقاموها على الحق.
وقال “الشبانات”: إننا نحمد الله الذي من علينا بهذه الدولة العميقة في جذورها، وبحكام نذروا أنفسهم لخدمة دينهم ووطنهم وشعبهم، ونسأل الله أن يحفظ سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وما نعيشه اليوم من نعمة التوحيد الخالص، وما وصلنا إليه من قوة ومنعة بفضل الله سبحانه ثم بهؤلاء الرجال المخلصين لدينهم ووطنهم.