الغفلة مرض خطير يصيب الكثير من الناس ومشكلة الغفلة أن الناس لا يشعرون بها ولا يدركون مخاطرها على حياتهم وبعد مماتهم، والغافل اللاهي يضيع نفسه ويظلم غيره ولا يفيق من غفلته إلا على مصيبة كبيرة أو عندما يأتيه الموت..
لا شك أننا نعيش في زمن الغفلة بصورها المتعددة الغفلة عن الغاية التي خلقنا الله عز وجل من أجلها وهي عبادته وعمارة الحياة والغفلة عن أداء الواجبات والحقوق خاصة حقوق الوالدين والأقارب والغفلة عن تطوير أنفسنا والارتقاء بها والغفلة عن اغتنام الأوقات خاصة الأوقات الفاضلة كشهر رمضان والغفلة عن الذكر والغفلة عن التوبة، والغفلة عن الموت الذي يأتي بغتة ..
غفلة الكثيرين عن الحساب في الآخرة ربما كانت سببا في جرأتهم على ظلم الآخرين والانتقاص من حقوقهم، ولذلك نجد التركيز في القرآن الكريم على الإيمان باليوم الآخر، وبأنه يوم الفصل ويوم الجزاء ويوم الحساب حتى يردع الإنسان عن ظلم الآخرين في الدنيا ..
الغفلة عن عبادة الله أن يتيه الإنسان في دروب الحياة الشائكة ويُسَخرَ كل طاقاته في العمل لهذه الدنيا الفانية وينسى ما خلق من أجله وهو عبادة ربه سبحانه لا همّ له إلا أن يستمتع بملذات هذه الدنيا الفانية ولا هدف له إلا أن يركض وراء شهوات هذه الدنيا الزائلة. غافل عن طاعة ربه معرض عن عبادة خالقه مضيع للفرائض مسرف في المعاصي مفرّط في القربات مكثر من السيئات...
وقد توعّد الله تعالى من يستكبر عن عبادته ويفرط في طاعته بأشد الوعيد، فقال سبحانه:( إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )