كثير من الناس لا يبالي بكلمات يتفوه بها بقصد أو عن غير قصد تسبب الألم للآخرين وتمسُّ كرامتهم وكبرياءهم من دون أن يدرك من اطلق هذه الكلمات أن لها أبعاداً كبيرة في نفوس الغير ربما تنال من سمعتهم وتؤثر في مسيرة حياتهم فيجب على أي انسان ان يحافظ على هدوئه قبل أن ينطق بكلمات يقصدهااو لا يقصدها فعلاً ويمكن أن تكون جارحة للبعض فهناك أشخاص فقدوا الثقة بانفسهم عندسماعهم كلاماً فيه ألم فهو سلاح ذو حدين فيمكن ان يشكل وضع ايجابي وممكن ايضا أن يتحول الى سلاح فتاك ويدمر العلاقات مع الآخرين..
ويجب أن نكون حذرين ونعي أن هناك كلمات ننساها بمجرد أن نتلفظ بها لكنها تترك الأثر الكبير عند الآخرين العالم ممتلئ بأناس يحاولون رفع مقامهم بالحطِّ من قدر الآخرين وهم دائماً يطلقون إهاناتهم في وجه أيٍّ كان وكم من خلافات حصلت بين الأهل والاصدقاء والأقارب بسبب كلام يجرح مشاعرهم ويؤدي الى الفرقة وكم من آية أو حديث نهانا عن الكراهية بسبب كلمة جارحة تنشأ منها العداوة والبغضاء والله سبحانه وتعالى أمر بالمودة والله عز وجل أمرنا أن نختار كلماتنا بحيث لا نؤذي بها الآخرين وأن نؤثر إيجابياً فيهم وهذه الآيات تدل على ذلك، يقول عز وجل: ( قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ) [البقرة]..
الكلام الجارح هو تعنيف لفظي يؤدي إلى تحطيم شخصية الآخر مثل التهديد او الشتم او الابتزاز سواء بصوتٍ عالٍ او خافتٍ فشخصية الانسان لها حدود وحقوق تجب مراعاتهاواحترامها ورد في الحديث عن رسول الله أنه قال في تعريف المسلم : (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) المسلم مطالب أن يلين بقوله مع أصدقائه أو أعدائه ليزيد المودة ويعمق الألفة والمحبة ويقطع كيد الشيطان كما أوصانا نبينا محمد عليه أفضل الصلاة السلام..
لكن تذكر أنّ الصواعق لا تضرب إلّا القمم والكلمة الجارحة كطرقك للمسمار في الخشب والاعتذار كنزعك ذلك المسمار من الخشب لكن هل تزول تلك الحفرة التي أحدثها المسمار؟ أنت لا تستطيع أن تمنع الناس من الكلام عليك لكنّك بكل تأكيد تستطيع أن تمنع نفسك من التأثر بما يقولون لأنّ مفتاح عقلك بيدك لا بأيدهم عندما تكون على حق تستطيع أن تتحكم في أعصابك أما إذا كنت مخطئاً فلن تجد غير الكلام الجارح لتفرض رأيك ينكسر الزجاج فينتهي الصوت بسرعة وتبقى قطع الزجاج تجرح من يلمسها كذلك الكلام الجارح ينتهي ويبقى القلب يتألم طويلاً قد أنسى ما قالوه لي يوماً لكن لن أنسى ما جعلوني أشعر به..