أوضح الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الدكتور أيمن بن سالم غلام أن المملكة تشارك العالم بالاحتفال باليوم العالمي للأرصاد الجوية الذي يصادف 23 مارس الموافق لتاريخ إنشاء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عام 1950م, ويأتي هذا العام تحت شعار “الإنذار المبكر والإجراءات الجوية الهيدروليكية والمعلومات المناخية من أجل الحد من مخاطر الكوارث” انسجاماً مع المتغيرات المناخية الطارئة على العالم وماتمثلة من تحدٍ كبير يتطلب تظافر الجهود من قبل الدول والمجتمعات للحد من اخطارها.
وأكد الدكتور غلام أن معظم دول العالم سعت إلى الاهتمام بمعلومات الطقس والإنذار المبكر للمساعدة في التخفيف من آثار الكوارث وأعدوا الخطط والبرامج المساندة للحفاظ على المقدرات وحماية المجتمعات وتحسين البنى التحتية ونجد اليوم الكثير من دول العالم تتسابق إلى إعداد البرامج ذات العلاقة بالإنذار المبكر ورفع دقة معلومات الطقس ودراسة التغيرات المناخية كعنصر رئيس في مجابهة الظروف المناخية الطارئة.
وأفاد أن المملكة تدرك هذه التحديات حيث كانت من أوائل الدول التي أطلقت النظام الآلي للإنذار المبكر من الظواهر الجوية وعملت على تحسين جودة التواصل مع الجهات المستفيدة ورفع قدرات التنبأ وزيادة دقتها بهدف توفير المعلومات والمؤشرات الأرصادية على المستوى الوطني، وزيادة سرعة توصيل المعلومات الطارئة للجهات المعنية التي تسهم -بإذن الله -في حماية الأرواح والممتلكات العامة من آثار الكوارث الطبيعية.
وأشار إلى أن المملكة حققت الكثير من المكتسبات المحلية والإقليمية والدولية في مجال الأرصاد والمناخ من خلال قناعتها بأهمية الدور الكبير والمؤثر للأرصاد في مسيرة التنمية وارتباطها بعوامل التنمية المستدامة واستقرار وحياة المجتمع ومناشط الحياة المختلفة.
وأكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد أن فطاع الأرصاد حظي باهتمام واضح في مسيرة التنمية الوطنية ويتضح هذا الاهتمام من خلال قرار مجلس الوزراء بإنشاء كيان مستقل للأرصاد في المملكة تحت مسمى “المركز الوطني للأرصاد” تعزيزاً لأهمية الأرصاد وصدور نظام شامل للأرصاد معني بتنظيم العمل الأرصادي والشراكات في مجال خدمات الطقس والمناخ ويعد من أبرز الأنظمة الأرصادية في المنطقة.
وأبان أن المركز أطلق عدداً من البرامج والمبادرات والمشاريع الحيوية المتعلقة برفع قدرات أعمال الرصد والتنبؤات وتحسين البنى التحتية للأرصاد وتطوير الخدمات التي تحقق للمركز الوطني للأرصاد أهدافه ودوره في مرحلة التطوير والبناء التي تشهدها المملكة من خلال منظومة إرصاديه متكاملة تغطي معظم أرجاء المملكة لرصد عناصر الطقس بشكل آني على مدار الساعة.
وعلى المستوى الإقليمي والدولي, لفت الرئيس التنفيذي الانتباه إلى أن المملكة تلعب دوراً بارزاً في قطاع الأرصاد وهي من الدول المؤسسة لمنطمة الأرصاد العالمية منذ عام1995م وتشارك في رسم الخطط والبرامج الدولية وتسهم فيها بفاعلية كما تحتضن المملكة عدداً من المراكز الإقليمية والدولية في مجال معلومات الأرصاد والمناخ, حيث أعلنت المملكة مؤخراً عن إنشاء ثلاثة مراكز إقليمية هامة ذات علاقة مباشرة بخدمات الأرصاد وهي المركز الإقليمي للتغير المناخي، والمركز الإقليمي للإنذار المبكر من العواصف الغبارية والبرنامج الإقليمي لاستمطار السحب كمبادرات سعودية تهدف إلى خدمة العالم وتعزيز الدور التنسيقي والمعلومات ونقل الخبرة في هذا المجال.
وبيّن أنه من خلال هذا الدور الريادي والمنظومة الأرصادية المتكاملة نعمل على الإسهام في الدعم والتنسيق مع دول المنطقة والعالم لتحسين القدرات المعنية بمعلومات الطقس والمناخ وتسهيل تداول المعلومات لتحقيق الأهداف المشتركة للدول.
وأكد حرص المملكة على مشاركة العالم احتفالها باليوم العالمي للأرصاد الجوية وإبراز الدور المهم لمعلومات الأرصاد للمجتمعات كونها أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة والمناشط اليومية للجميع، كما تسعى إلى توسيع العلاقة المعرفية والتشاركية بين شرائح المجتمع والمركز الوطني للأرصاد من أجل تنمية مستدامة تسهم بها الأرصاد من أجل حماية الأرواح والممتلكات -بمشيئة الله-.