رحل ايقونة جازان وعرابها
رحل واحد من اعلامها وفرسانها
ترجل الفارس المغوار عن جواده بعد صراع مرير مع المرض كان معه صابرا زاهدا محتسبا
هكذا أمست جازان لياليها على احد ابناءها النجباء ورجالها الأوفياء
رحل الأستاذ العلم محمداحمدسالم بريك الذي اشتهر اختصارا بإسم الحاج بريك -وذلك بعد ان خلد اسمه في مقدمة لوحة الشرف لمن بذلو وقدمو وخدمو وطنهم ومجتمعهم في مختلف المجالات …
بحق فقد كان الحاج ايقونة عصره خدم في مجالات تربويه واجتماعيه وثقافية وانسانيه عبرادارات التعليم والبلديات والتجارة وجمعيات الثقافة والمتقاعدين ومجلس المنطقة والكشافة والخدمات الطوعية والإنسانية
واسهمت جهوده مع الرجال المخلصين في ان يحلق التعليم النظامي في قمم الجبال وسفوح تهامة واتون الجزر النائية
الحاج بريك رواية طويلة من الإبداع والإلهام الإنساني الذي لا تنتهي فصوله ولا تشبع من تفاصيله
الحاج بريك كان ايقونة التميز حينما استطاع ان يوظف علاقاته الإنسانية والإجتماعية في تطوير مراحل المواقع الفنية والثقافية والرياضية التي تبوأها خلال أكثر من نصف قرنٍ
وأسس لمنظومة الفعاليات الشبابية والكشفية بالمنطقة
وساهم في تنظيم احتفالات المنطقة واستقبال كبار الشخصيات مع نظراءه المتميزين كعبدالعزيز الهويدي ومحمود الأقصم وابراهيم الحمزي ومحمداحمد هادي وغيرهم
يصعب حصر انجازات ومواقف ونجاحات الحاج بريك
كنت من اسعد الناس ان اكون قريبا من عقل وقلب الفقيد فقد عدني كأحد ابناءه بل في مكانة صديق مقرب له فكان يغمرني بلطفه وانسانيته بل انه كان يمنحني فرصة الاستشارة ليشعرني بمنزلتي منه وكان رحمه الله دائم السؤال عن شخصي يزاورني اذا علم انني مريض سواء بالمنزل او بالمستشفى لا ينقطع تواصله معي يوميا بعد صلاة الفجر ليطمأن على شخصي
اذا تأخرت في الرد عنه لأي سبب او شفقة عليه من التعب بعد تأثير الجلطات على قدرته في الكلام فإنه
لا يتردد في توجيه ابنته البارة والشخصية الإحتماعية والتربوية المتميزه "غادة"للإتصال بزوجتي ام عبدالرحمن للسؤال عني
فإذا بادرته بالإتصال اجهش بالبكاء تأثرا منه ووفاءا لما بيننا عليه رحمة الله
ابا شهاب كان لا ينقطع في التواصل مع من تبقى من جيله الذهبي وتأخذه الحمية غيرة عليهمُ
ولن انسى موقفه من المطالبة بتكريم د.عبدالرحيم عقبل والوقوف معه في ظروفه الصحية وتواصله معي من اجل وضع بعض المبادرات اتجاهه ثم حزنه الشديد عليه بعد وفاته
كذلك لا انسى له بعد وفاة م.عصام بريك اتصاله اليوم التالي ليقول لي تعال ياابني تبارك وودع اخوكم وصديقكم ابو سالم فقد وصل جثمانه وسنصلي عليه العصر
فكانت لفتة مؤثرة كثيرا في نفسي
ابا شهاب مهما تحدثنا عن مناقبك وصولاتك وجولاتك وغيرتك على وطنك ووفاءك لقيادتك واهلك فلن نوفيك حقك
غيابك ترك حزنا عميقا في نفوسنا
وفراغا اجتماعيا كبيرا لا يسده الا مثلك
وانتم صاحب الصيت الواسع على مستوى خارطة الوطن وقد تجلى ذلك في العديد من الجهات والشخصيات التي نعت الفقيد وتحدثت عن مأثره ومناقبه
رحمك الله رحمة واسعه واسكنك الله فسيح جناته