بعد النجاح الكبير الذي حقّقته النسخة الأولى من سباق تحدّي الجري الجبلي العام الماضي، تم مؤخراً الكشف عن تفاصيل النسخة الثانية من السباق والتي ستحمل العديد من المفاجآت الجديدة لعشّاق الجري الجبلي من المحترفين والهواة من السعوديين والعمانيين والخليجيين خاصّة مع تدشين مسافات جديدة تضاف لمسار العام الماضي الذي حظي بإشادة “ناشيونال جيوغرافيك” باعتباره “أقوى سباق للمغامرة في العالم”. وستنطلق منافسات تحدّي هذا العام في الفترة من 28-30 نوفمبر القادم في ثلاث مسارات هي 130 كيلومتراً، و170 كيلومتراً، و50 كيلومتراً تشمل نيابتي بركة الموز والجبل الأخضر بولاية نزوى، ومرورا بجبل شمس بولاية الحمراء في محافظة الداخلية. كما تم على هامش الإعلان عن هذه التفاصيل إتاحة باب التسجيل عبر الموقع الإلكتروني.
المسارات الجديدة
جاء الإعلان عن مسافات جديدة بهدف إضفاء المزيد من التحدّي والإثارة بين العدائين وإتاحة المشاركة لشريحة أكبر من الهواة بما يتناسب مع مختلف الفئات العمرية ومستويات اللياقة البدنية. فتفصيلا عن مسافتي 130 كيلومترا و 170 كيلومتراً فهما مخصصان للعدائيين ذوي الخبرة العالية كما يتطلّبان تصنيفا رسمياً من قبل الجمعية الدولية للعدائين (ITRA). وسينطلق السباقان معاً بتاريخ 28 نوفمبر في نيابة بركة الموز ليمرّ العداؤون والعداءات بمجموعة من القرى الجبلية والوديان في الجبل الأخضر كوادي المعيدن ومصيرة الرواجح وسلّوت وحلّة الشرف والمعقل وصولاً لقيوت وشرف العلمين، بعدها يتجه العداؤون لمسفاة العبريين في ولاية الحمراء. أما عن المشاركين في المسافة الأطول (170 كيلوا مترا) فمسارهم يمتد لقمة جبل شمس كما يصل أقصى ارتفاع لجريهم الجبلي 3000 متراً ليحظى المشاركون باستكشاف أعلى قمة في العالم العربي وطوبوغرافية تضاريس جبال الحجر.
فيما يستهدف سباق 50 كيلومتراً أولئك الراغبون في خوض غمار التحدّي والمغامرات والبدء في ممارسة هذه الرياضة التي تمكّن العداء من استكشاف المناظر الطبيعية مع تحدّي صارمٍ للذات للوصول إلى خط النهاية. وسينطلق هذا السباق بتاريخ 29 من شهر نوفمبر من ولاية الحمراء وسيمر العداؤون من خلاله بقرى شرف العلمين وقيوت ومن ثم التوجه لمسفاة العبريين، ليبلغ أقصى ارتفاع لهم 2300 متراً، قبل العودة لخط النهاية في ولاية الحمراء.
وتعليقاً على هذا الإعلان أعرب ميشيل بوليتي – مؤسس سباقات الترا تريل العالمية بقوله: “ستعمل مسارات السباق الجديدة على استقطاب وزيادة عدد المشاركين في السباق من العدائين ذوي الخبرة إلى جانب المبتدئين في هذه الرياضة. وبالتأكيد ستساهم هذه المسافات في تشجيع الكثير من العدائيين على التسجيل والقدوم إلى سلطنة عمان للاستمتاع بتجربة فريدة من نوعها وفي مشهد لا يُنسى من خلال الجري في أعالي القمم الجبلية الشاهقة وممرات الأودية الرائعة التي تتميز بها السلطنة وغيرها من التحديات الشيقة”.
من جانب آخر قال ديفيد جراهام الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار التي ستتولّى تنظيم السباق والإشراف على كافة النواحي اللوجستية والفنية: “لقد كان النجاح الباهر الذي حققه سباق تحدّي الجري الجبلي العالمي في العام الماضي عاملا مساهما في تعزيز مكانة السلطنة في خارطة الجري الجبلي عالميا”. وأوضح بأن المسافات الجديدة التي تمت إضافتها إلى النسخة الثانية والتي تنطلق في شهر نوفمبر المقبل ستعمل على استقطاب المزيد من المتسابقين وفتح المجال للعدائين الهواة والراغبين في المشاركة في هذا الحدث العالمي ونتطلع إلى الترحيب بجميع العدائين على أرض السلطنة ونبرهن للجميع والعالم بأن السلطنة لديها المقومات السياحية التي تمكنها من إقامة كبرى المسابقات الرياضية العالمية واستقطاب محبي وهواة المغامرات”.
هذا ويتطلب من العدائين الراغبين في المشاركة في مسافة 130 كيلو مترا بحاجة إلى رصيد أربع نقاط من الجمعية الدولية للعدائين ITRA لخوض هذه المنافسة فيما سيحتاجون إلى رصيد خمس نقاط للمشاركة في السباق الذي يمتد لمسافة 170 كيلومتراً، وبالنسبة لسباق 50 كيلومترا فلن يكون بحاجة إلى نقاط محددة للمشاركة وبالتالي سيكون متاحاً للجميع.
وكباقي الأحداث الرياضية التي تندرج تحت مظلة الجمعية الدولية للعدائين فإن المشاركة في تحدّي الجري الجبلي العالمي “ألترا تريل مون بلان- سلطنة عُمان” سيمنح المتسابقين فرصة كسب النقاط التي تؤهلهم لحدث “ألترا تريل” الرئيسي في مدينة شامونيه الفرنسية. ففي سباق 130 كيلومتراً سيتمكن العدائون من كسب عدد أربع نقاط معتمدة عند الوصول إلى خط نهاية السباق وأما في سباق 170 كيلومترا سيحصد من خلاله العداؤون عدد خمس نقاط وعدد ثلاث نقاط في السباق الذي يمتد لمسافة 50 كيلومتراً.
فرصة المشاركة في حدث شامونيه بفرنسا عام 2020م
ومن خلال نظام النقاط المؤهلة والتي تم الإعلان عنها مؤخراً من قبل منظمو ألترا تريل العالمي فإن العدائيين الذين يتمكنون من الوصول إلى خط نهاية السباق في أحد السباقين لمسافة 130 كيلومتراً أو لمسافة 170 كيلومتراً سيتمكنون من الدخول مباشرة في سباق شامونيه بفرنسا 2020. ويعتبر حدث “ألترا تريل مون بلان-سلطنة عُمان” الفرصة الأولى للعدائين للاستفادة من نظام التصنيفات الجديد والذي تم استحداثه مؤخراً من أجل المشاركة في تحدّي الجري الجبلي الرئيسي.
الجدير بالذكر إلى أن سباق تحدّي الجري الجبلي العالمي يعتبر أحد السباقات المنبثقة من استراتيجية السياحة الرياضية والتي يتولّى تنفيذها مشروع عُمان للإبحار بإشراف وزارة السياحة ووحدة التنفيذ والمتابعة. وقد حظيت النسخة الافتتاحية من تحدّي الجري الجبلي التي أقيمت شهر نوفمبر من العام الفائت باهتمام دولي كبير مكنها من استقطاب نخبة من العدائين العالميين والدوليين، حيث حظي المشاركون في المنافسات بفرصة الاستمتاع بما تزخر به السلطنة من مقومات ومناظر طبيعية وجغرافية خلابة من خلال سفوح الجبال والتلال والقرى القديمة المتفردة وسط الجبال والمنتشرة على مسار السباق، حيث وصف كل من العداء الأمريكي جيسون شيلارب والسويسري ديجيو “زبيدي” اللذان تمكنا من الوصول إلى خط نهاية السباق في المركز الأولى بنفس التوقيت بأن “تحدّي الجري الجبلي-سلطنة عُمان كان صعباً للغاية ومليئاً بالتحدّي والإثارة والمتعة ولكنه في نفس الوقت يحتاج لمهارات وتقنيات عالية”.