ذات يوم استيقظتُ بعدما أنجبتُ من رحم الشطط وهجاً مسطراً رؤوماً .. وأملاً مبتسماً فوق السدرة يتناثر من ثغره الطِرْم .. حينها لم أنتظر وجه صباح الحلم الغافي .. فمشيتُ في عتمة الديجور إلى مرآتي العذراء لأمسح عن وجهي ستائر البؤس المسبلة بغبار الأيام الجاسرة .. فسرحتُ شعري بوجدانك النيلوفري المعتق بحنانك المقدس .. وجعلتُ من جدائلي وشاحاً لتختبيء بين خمائله .. ثم كحلتُ عينيّ بمشكاة مشاعرك الممشوقة .. ووضعتُ على شفتاي بلسم حبك بريشة دلالك الخاشعة .. ولبستُ أقراطاً من قطاف همسك المتبتل بمزامير حرفك الجنوني .. وضعت على جيدي عناق زغاريدك بهياكل شمسك الصنوبرية .. فتسربلتُ بكَ وبطقوسك الغندورية حتى ركعتُ في أحشاء مداك الزاهدة النورانية .. لتكون مضغتي لك نمارق خضوع مصفوفة لتغفو عليها ببتلاتك العاجية ..
كل فجرٍ استحضر طيف روحك الثملة بمعابد نقاءك المنصهرة .. حتى صرتُ في بحر غرامك اللجي غريقة بلذة جرمك المشهود .. بعدما كنتُ أغوص معتكفة للصمت الجليل .. ها أنا سجينة هائمة بين أضلاع عندليبك وصدرك الرحيب .. أسرق أنفاسك العذبة حينما يزاحم نسيمك الهواء صعوداً .. فأصبحتَ يا فارسي تنافس الكون بكؤوس أهداب حضورك المخمور .. تعزف بأنامل عطفك الخمرية قيثارة غمام الحياة المبهجة ببشارة حب مهدية ..
يحل مسائي وأنتَ ما زلت تتلبد سماء روحي الغانية .. برعد شوقك الملاذي .. وعواصف أحضانك تلتف بسراديب لؤلؤة نبضي الطاغية .. حينها أعبر سنين القصائد التائهة إلى عالم الهيام بينابيع الخيلاء المبجلة .. فتختل ايقاعات أجراس الهدوء .. لتعلن نضوج النيران الخامدة على رماد غوايتك الجامحة .. لكي أذوب في زحمة عناقيد أركانك .. أسري بمحبرة دماءك أقبع بقمقم ظلال عمرك النرجسية .. فأغمض عينيّ وأطلقها تتأرجح بين ذكريات أمواج وجدك وشواطيء لهيب احساسك .. ثم أغفو وأنا أنتظر غداً متى يأتي لرؤية ملامح سجن البراءة على محاريب الحظ الفيروزية .. لأتوضأ بهطول ترانيم بوحك الموشومة بأقدار الوله الصباحية ..
نبضة :
أنتَ فقط عطر أنفاسي .. ونبض وريدي واحساسي ..