القلق حالة نفسية تصيب الإنسان نتيجة لتجمع مجموعة من العناصر الإدراكية والجسدية والسلوكية وتؤدي إلى شعور هذا الإنسان بحالة من عدم الراحة النفسية وسيطرة الخوف والتوتر والتردد عليه ولا يمكن للإنسان القلق تحديد سببه تحديداً دقيقاً وقد يظهر القلق على هيئة توتر واضح على الإنسان ويبقى هذا التوتر لفترات طويلة نتيجة لشعور هذا الإنسان بأنّه قد يتعرض لنوع من أنواع الخطر وفي بعض الحالات يكون الخطر موجوداً بالفعل وحالات أخرى يكون مجرد تخيّل وأوهام يصاب بها الإنسان وتؤدّي إلى إصابته بحالة من القلق الشديد والذي يؤثر سلباً على مجريات حياته..
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى شعور الإنسان بحالة من القلق أهمهاضعف الثقة بالنفس والتي تؤدي إلى شعور الإنسان بأنّه معرّض للعديد من التهديدات التي قد تواجهه في جميع نواحي حياته سواء كانت من البيئة الداخلية له أم من البيئة الخارجية والمحيطة به كذلك تعرض الإنسان إلى الضغوطات في العمل ومسؤوليات الحياة والتفكير في المستقبل ومتطلّبات الحياة الحديثة التي أصبحت متزايدة وتشكل عبئاً على صاحبها وتعرّضه للعديد من المشكلات في المراحل المختلفة من حياتة كمرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة والتي تؤدّي إلى إصابته بحالة نفسية غير مطمئنة ومتوترة وقلقة بشكل دائم ..
كذلك التفكير المفرط بما سوف يحدث في المستقبل يكون له أبعاد سلبية على سلوك الإنسان وحياته لأنّه يبقى متخوفاً من المستقبل وايضا فقدان الإنسان للأمن الداخلي ومن انواع القلق تفكير الإنسان في حياته وصحته ووجوده على هذه الحياة وينتج هذا القلق من طبيعة الحياة التي يعيشها الإنسان وظروفه وهذا النوع من القلق له تأثير سلبي على حياة الإنسان إذ إنه يصبح غير قادر على ممارسة حياته بالشكل الطبيعي وهذا النوع من القلق يظهر على خلاف الأنواع الأخرى مرتبط بالروح والموت والحياة ينتابه حالة من القلق الشديد وقد ينتج هذا الخوف من عدم وجود ثقة عالية في النفس ..
للضغوطات الكبيرة التي تؤدي إلى الشعور بالقلق والخوف وعدم الجرأة على التعامل والتفاعل مع الآخرين والشعور بالقلق عند مجالسة الغرباء والحديث معهم ويطلق على هذه الحالة بالرهاب الاجتماعي والذي يكون له نتائج سلبية على الإنسان فيجب مواجهة القلق ونوبات الفزع لسبب غير واضح وتجنّب العلاقات الاجتماعيّة في ذلك الوقت وهذا نتيجه عدم الثقة بالنفس والخوف من الإحراج أو التعرّض للإهانة..
ولعلاج القلق يجب أن يكون الشخص على دراية بطبيعة القلق ومدى تأثيره على العقل والجسم بالإضافة إلى معرفة بأسبابه إذ لا يمكن علاج القلق إذا لم يتم التخلّص من أسبابه ويكون علاجه بطريقه الأدوية والأعشاب وبعض العلاجات الأخرى علماً أن هذه الطريقة تقلّل من أعراض القلق فقط ولكنها لا تعالجه اوالعلاج السلوكي المعرفي وهي الطريقة الأنجح والأكثر فعالية لعلاج القلق حيث تعتمد على وعي الشخص وتدريبه عبر الاستشارات وطلب المساعدة من الأشخاص المختصين للقضاء على القلق وأسبابه والسيطرة عليه ..