منحت وحدِة ثقافة السلام في الشرق الأوسط التابعة لمؤسسة العالم في أمريكا معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ درع قائد وصانع سلام عام 2022م، كأول شخصية إسلامية تمنحها الوحدة بإجماع نظير جهوده في إيضاح صورة الإسلام الحقيقية ونشر التسامح والسلام والتصدي لخطابات الكراهية والجماعات المتطرفة، وعنايته بفئة الشباب والإسهام في تمكين المرأة من تبوء مناصب قيادية .
جاء ذلك خلال مراسم الاستقبال التي تمت بمكتب معاليه بمحافظة جدة اليوم الأربعاء الثاني عشر من شهر محرم لعام 1444هـ، لممثل وحدِة ثقافة السلام في الشرق الأوسط التابعة لمؤسسة العالم في امريكا المُستشار محمد الملكاوي، وبحضور مساعد رئيس الوِحدِة السيدة بيان حسناتو ومديرة العلاقات العامة السيدة مجد دلقموني ورئيسة الجمعية الشريك لوِحدِة ثقافة السلام في الشرق الأوسط رئيسة جمعية أرض العز للثقافة والتراث الأستاذة آمنة الملكاوي، وبحضور عدد من المسئولين بالوزارة وحضور ممثلي القنوات الفضائية ووسائل الإعلام .
وعبر معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، عقب مراسم التكريم عن اعتزازه بهذا التكريم الذي وصفه بالمسئولية الكبيرة من أجل استمرار العمل الجاد والمستمر في ترسيخ مبادئ الوسطية ونشر التسامح والتصدي للفهم الخاطئ لنصوص الكتاب والسنة، مهدياً تكريمه لأبناء المملكة العربية السعودية الذين هم عون لوزارة الشؤون الإسلامية لتأدية مهامها وتحقيق رسالتها السامية في خدمة الإسلام والمسلمين بالعالم ونشر التسامح والسلام والمحبة التي تنطلق من رسالة الإسلام دين المحبة والوئام.
ونوه معاليه، بأن التكريم هو تتويج لجهود القيادة الرشيدة التي وفرت كل السبل والإمكانيات للقيام بالواجب نحو نشر مفاهيم ومبادئ الإسلام الوسطي المتسامح والقيام بالواجب للتصدي لكل من يحاول الإساءة للإسلام وتغيير رسالته التي جاءت لنشر السلام والرحمة بين البشر .
وأعلن رئيس الوحدة وممثل الجمعية المُستشار محمد الملكاوي في كلمته خلال مراسم التكريم، أن معايير اختيار معالي الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية قائداً وصانع سلام عام 2022 نظير جهوده على المستوى السعودي والعربي والإسلامي والدولي، لترسيخ وسطية واعتدال الإسلام، و نشر مبادئ الإسلام الوسطية والاعتدال واحترام جميع البشر، ونبذ الغُلوِ والتطرّف والتعصّب والإرهاب، ودوره الرسمي كوزير للشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وفي كافة المناصب التي تبوأها سابقاً من جهة.
وبين المستشار الملكاوي أن التكريم جاء نظير دور معاليه الشخصي كعالمٍ مُسلمٍ جليلٍ من جهة أخرى، في توطيد أركان المسار الدعوي الصحيح الذي يستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وتبنّي تجديد فهم الخطاب الديني من خلال استخدام وسائل الاتصال والتواصل الحديثة والمُعاصرة، وبما يخدم السلام والحوار الإيجابي البنّاء.
وأشار المستشار الملكاوي إلى أن الجمعية رأت وعبر دراسات لشخصية معاليه حرصه على تعظيم قيم السلام وأهمية الأمن والاستقرار في حياتنا، و جهوده في ترسيخ التسامح والتعايش والتفاهم المُشترك بين الناس، ورفضه التعصب المذهبي والطائفي والفُرقة لأنها تقود إلى العُنف والتطرّف والإرهاب، وتتسبب في تفتيت المُجتمعات والدول، خاصة في ظل الضلال والفتن والتضليل والخِداع التي تعاني منها الأمة الإسلامية والإنسانية، جرّاء الاستخدام السلبي لوسائل الاتصال والتواصل المُتطوّرة.
وخلص المستشار إلى أن من المعايير المهمة للتكريم التي اعتمدتها الجمعية هي للدور المميز لمعاليه في التوجه نحو الشباب، ومخاطبتهم ومحاورتهم بعقلانية وحِكمة إلى جانب دوره اللافت في تمكين المرأة من تبوء مناصب قيادية، إيماناً منه بأن المرأة المُسلمة قادرة على الإنجاز والعطاء، وبما يتفق وينسجم مع الشريعة الإسلامية.
وأختتم المستشار محمد الملكاوي تصريحه مقدماً شكره وتقديره للقيادة السعودية الكريمة المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ــ حفظهما الله ــ على جهودها ودعمها المستمر لكافة الجمعيات العالمية التي تدعوا للسلام العالمي والتعايش بين البشر وتعزيز القيم المشتركة ونشر الوئام والتصدي للتطرف وخطابات الكراهية.
الجدير بالذكر أن وِحدِة ثقافة السلام في الشرق الأوسط التابعة لمؤسسة العالم في أميركا تهدف عبر رسالتها إلى إدخال مفاهيم ثقافة السلام في المناهج الدراسية والتعليمية والأنشطة في المدارس والجامعات، وكذلك ضمن أهداف مؤسسات المجتمع المدني، ولدى الجهات الحكومية وغير الحكومية والمجتمعية في الدول العربية، وتوحيد الجهود العربية لتعزيز ثقافة السلام من خلال تعظيم المفاهيم السلمية والقواسم الإيجابية المشتركة، وترسيخ التسامح والتعايش الإنساني، وإطلاق مبادرات محلية وإقليمية ودولية تركز على رفض الحروب والقتل والتهجير والعنف.
كما تهدف إلى رعاية القيادات الشبابية المحلية والإقليمية والدولية خاصة في الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني التي تعمل لأجل ثقافة السلام، بهدف بناء جيل شبابي يؤمن بالسلام والأمن ويرفض التطرف والعنف، وتكريم الزعماء والقيادات العربية والإسلامية والعالمية التي تعمل لأجل ترسيخ السلام والأمن والاستقرار المحلي والإقليمي والدولي، باعتبارهم صُنّاع ورواد سلام.
ومن أهداف الوحدة التصدي للتطرف وخِطاب الكراهية من خلال بناء منظومة سلام متكاملة للحوار الإيجابي، وتقبل الرأي – والرأي الآخر، ورفض التكفير الإقصاء، وعداء الطرف الآخر، وترسيخ دور وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في نشر ثقافة السلام، وحماية المجتمعات العربية والدولية والإنسانية من الخداع والتضليل الإعلامي والإشاعات التي تسهم في تفتيت المجتمعات، وإثارة الخلافات داخل الدول، أو مع الدول الأخرى، و تصميم برامج تدريبية حديثة في مجال تعليم وثقافة السلام، لتدريب طلبة المدارس والجامعات، وأعضاء مؤسسات المجتمع المدني، والنخب السياسية والمجتمعية في الدول العربية، لترسيخ ثقافة السلام.