التدخل في شؤون الآخرين من الظواهر الاجتماعية والأخلاقية المنتشرة بين الناس وهذه الظاهرة موجودة في جميع المجتمعات البشرية ولكنها تختلف من مجتمع إلى آخر تبعاً للمستوى الثقافي والحضاري في هذا البلد علماً أنّ هذه الظاهرة تتسبب في حدوث العديد من الآثار السلبية التي تتفاوت بتفاوت مضمون الكلام فالتدخل في شؤون الآخرين له درجات اولها مراقبة تحركات الآخرين والتفوه بكلمات ساذجة أو معاتبة لاذعة لهم كمشورة وتوجيه النصح من وجهة نظرهم الأنسب والأحسن والأقوى والأكثر إفادةً ويصل الامر تقديم النصح حول اللباس الذي يليق بهم وقصة الشعر التي تناسب وجههم والطعام الذي يجب أن يأكلوه والتصدي للآخرين وإعلان الحرب عليهم في حال رفضهم للتدخل الذي يقومون به...
ومن أسباب التدخل في شؤون الآخرين اعتقاد المتدخلين بفكرة التدخل في حياة الناس وتتبع شؤونهم والكشف عن خصوصياتهم والاعتقاد ببعض النظريات التي تسمح لأصحابها بالتطفل على حياة الآخرين تحت شعار بعض المبادئ كالتسلية وقضاء أوقات الفراغ حيث إنّ معظم المتدخلين من الفاشلين والعاطلين عن العمل واستغلال المعلومات والأسرار الخاصة بالآخرين من أجل السيطرة عليهم وإلحاق الأذى بهم من خلال ابتزازهم كماان بيان القدرات للآخرين من خلال التدخل في شؤونهم ومشاكلهم الخاصة حيث يجعل نفسه وسيطاً بين الأطراف المتنازعة وهو يهدف من ذلك كسب الوجاهة الاجتماعية والصيت بين الناس البسطاء ..
ويحاول بعض الناس معرفة كل شيء واتصاف بعض الأشخاص بالضعف والاتكالية والاعتماد على الآخرين في حل مشاكلهم حيث يقبل هؤلاء بتدخل الآخرين في شؤونهم مما يدفع الفضوليين إلى التدخل أيضاً دون مراعاة المستوى الأخلاقي والثقافي والديني لدى بعض الأشخاص و يتصفون بالسذاجة فتجدهم يثرثرون كثيراً ويخوضون فيما لا يعنيهم ويتكلمون بسبب أو دون سبب و البحث عن أخطاء الآخرين بهدف حماية النفس من هجومهم وأخطارهم ومن صفات الأشخاص المتدخلين يمتلكون دوافع مكبوتة مثل حاجتهم إلى التقدير الاجتماعي والانتماء يشعرون بالفشل والنقص يحاولون فرض حاجتهم على الآخرين ولا يستطيعون التمييز بين الأشياء التي ينتمون إليها والأشياء التي ينتمي إليها الآخرون فهم يمتلكون رغبة غير شعورية بالتفوق والسيطرة على الآخرين فالبعض يسمحون للآخرين بالتدخل في شؤونهم والاعتماد عليهم في حل مشاكلهم وقضاياهم نتيجه فقدان الأمن النفسي..