بداية لنوضح أن صفة *العظمة* يجوز أن يتصف بها الإنسان ، و لتأكيد ذلك لنتفكر بقولة تعالى في الآية الرابعة من سورة القلم :
(( و إنك لعلى خُلقٍ *عظيم* ))
و كذلك قوله تعالى في الآية الثامنة والعشرون من سورة يوسف :
(( فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ *عَظِيمٌ* ))
و في الحقيقة ليس فقط الإنسان و إنما فلقد وصف الله تعالى الفدأ الذي فدى به نبي الله إسماعيل *بالعظيم*
في الآية مائة وسبعة من سورة الصافات :
(( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ *عَظِيمٍ* )) .
وبعد التوضيح دعونا نعود إلى موضوعنا الأساسي.
*تعددت مفاهيم العظمة* بتعدد طرق التفكير و التجارب التي يمر بها الإنسان و تنوعت بتنوع البشرية و إختلفت بإختلافها.
ولكن يتفق الجميع أن *العظمة*
نقطة تعزز القوة و الخلود في أذهان البشر حتى بعد الوفاة، هي أحد أهم أهداف الغالبية من الناس حتى و إن لم يحددوها لكن سنجد الغالبية يبحثون عن العظمة .
ولإن الوصول الى العظمة ليس بتلك السهولة التي نتوقعها، فهي بالفعل تستحق القتال للوصول إليها.
*العظمة* ليست فقط للخارقين او الأذكياء .
*هي لأولئك الذين يسعون دائما للوصول* ، هي لمن لديه القدرة على تحدي كل المعوقات للوصول إليها، بمعنى أدق هي *للأقوياء الذين لا ترهقهم ولا تُخيفهم هذه الحياة.*
ولكي تكون *عظميا*
يجب عليك أيضاً أن تكون *متقناً* لما تفعله، فالإتقان يولد الثقة و الثقة تولد القوة و جميعهم طرق توصلنا إلى *العظمة* .
حينما تفكر و تقرر الوصول إلى نقطة معينة، يجب عليك أن تتوقع هذه النقطة، أن ترى نفسك حينما تصل أن تتخيل ذاتك و من هنا نجد سبباً آخر من أسباب الوصول إلى *العظمة* .
حينما تتخيل ذاتك سيتولد لديك شعور بالوصول وهذا الشعور يبث بداخلك طاقة قوية وتستطيع توظيف هذه الطاقة بالتخطيط و التنفيذ للوصول إلى هدفك بقوة.
و من المهم أن نعرف أن *العظمة*
لا تقتصر على الوصول إلى الأهداف و تحقيقها.
فالمحاولة و الأخذ الأسباب و العمل تعتبر *عظمة*
نعم أنت *عظيم* إن حاولت و عملت و خططت و نفذت حتى لو لم تصل.
للأسف هناك الكثير يربط *العظمة بالوصول*
متجاهلا كل العقبات و الجهد و الألم و التعب الذي حدث في رحلة الوصول إليها.
هي أيضاً العظمة لا تقتصر على الوصول فقط بل هناك ركن هام من أركانها وهي *الإستمرارية*
حينما تصل إلى هدفك وبعد وصولك توقفت او لم تستمر بالحفاظ على نجاحك و التقدم ، فهنا لن تواصل في العظمة .
نستطيع تفسيرها وتبسطيها إلى مراحل و في كل مرحلة تصل إلى النهاية فيها ستكون بداية لعظمة قوية :
المرحلة الأولى
*مرحلة التخطيط و الإنطلاق و السعي والعمل*
المرحلة الثانية :
*مرحلة الوصول إلى الأهداف او النجاح*
المرحلة الثالثة :
*مرحلة الحفاظ على النجاح مع الإستمرارية و التطور*
حينها ستكون عظيماً بما تقدمة، لكن لا تنسى، العظمة قد تكون بجانب سلبي او إيجابي.
أنت فقط من يحدد توجهة العظمة التي. تسعى للوصول إليها
*من كتاب لن تسقط أبداً*