يحكى أن أحد الملوك في قديم الزمان رأى في منامه أن كل أسنانه تكسرت!
فأتى بأحد مفسري الأحلام، فقص عليه حلمه.
فقال المفسر: أمتأكد أنت؟
فقال الملك: نعم.
فقال له: لاحول ولا قوة إلا بالله، هذا معناه أن كل أهلك يموتون أمامك..
فتغير وجه ألملك وغضب غضبا شديدا وأمر بسجن الرجل.
ثم أتى بمفسر آخر، فقال له نفس الكلام فأمر بسجنه أيضا.
فجاء مفسر ثالث، فقص الملك له الحلم.
فقال المفسر: مبروك يا ملك مبروك!
قال الملك: لماذا ؟!
فقال المفسر مسرورا: تأويل الحلم " أنك ماشاء الله ستكون أطول أهلك عمراً ".
فقال الملك مستغربا: أمتأكد من هذا؟
فقال: نعم.
سرّ الملك بهذا التأويل وأكرم المفسر بهدية جميلة)انتهى.
الالفاظ تختلف والمواقف تختلف فعلينا قبل ان نخرج الكلمات من أفواهنا أن ننتقي كلامنا وان نختار أجمل وأحسن الألفاظ .
ألبعض منا عندما يدخل على الآخرين في مجلسهم أو إجتماعهم فإنه يحشر نفسه حشرا ويتحدث بكلام لايعجب الحاضرين وبعضهم يتأذى منه فكان من الواجب عليه ان يتأنى ويختار وينتقي كلماته حتى لاينزعج الحاضرين منه .
والواجب علينا جميعًا أن نختار الكلمات الجميلة والطيبة والحسنة في تعاملنا مع الاخرين من الناس .
البعض يدفش بالكلمات دفشًا وعندما تطلب منه أن يختار الكلمات الجميلة يتحجج ويقول اللي في قلبي على لساني وهذه ليست حجة بل بجاحة ودفاشة .
ولنا في قصة هود عليه السلام ( قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين ) ، فكيف كان جواب هود عليه السلام ؟
( قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين ) .
علينا النظر في كيفية في جوابه عليه السلام بكل أدب واحترام ونقاء " ليس بي سفاهة " ولم يقل أنتم السفهاء والفجار .
ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في ذلك ومنها لما مر عليه الصلاة والسلام بقوم من اليهود فقالوا السام عليك يا محمد " يعني الموت . فقال : وعليكم ، ولم يزد على ذلك بعبارات السب والشتائم مع أنهم يستحقون ، وصدق الله ( وإنك لعلى خلق عظيم ) .
والأمام الشافعي رحمه الله سمع رجلاً يقول عن راوي " فلان كذاب " فقال الشافعي : اكس ألفاظك أحسنها ، ألا قلت : فلان ليس بشيء .
والواجب علينا جميعًا ان ننتقي ونختار الكلمات والجمل المفيدة والجمل والألفاظ الحسنة في جميع تعاملاتنا مع الاخرين سواء اكانوا اهلاً أم اصدقاء ام زملاء .