الصيام هو الركن الرابع من أركان الاسلام الخمسة قال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)
يقول الشاعر ابن حمديس الصقلي:
قُلْتُ وَالنَّاسُ يَرْقُبُونَ هِلالاً
يُشْبِهُ الصَّبَّ مِنْ نَحَافَةِ جِسْمِهْ
مَنْ يَكُنْ صَائِمًا فَذَا رَمَضَانٌ
خَطَّ بِالنُّورِ لِلوَرَى أَوَّلَ اسْمِهْ
ويقول الشاعر الأندلسي ابن الصباغ الجذامي، احتفالاً بمقدم هلال رمضان:
هَذَا هِلالُ الصَّوْمِ مِنْ رَمَضَانِ
بِالأُفْقِ بَانَ فَلا تَكُنْ بِالوَانِي
وَافَاكَ ضَيْفًا فَالتَزِمْ تَعْظِيمَهُ
وَاجْعَلْ قِرَاهُ قِرَاءَةَ القُرْآنِصُمْهُ وَصُنْهُ وَاغْتَنِمْ أَيَّامَهُ وَاجْبُرْ ذِمَا الضُّعَفَاءِ بِالإِحْسَانِ
ويُصور لنا الشاعر "عبدالمنعم عبدالله" بَهْجة الدنيا لقدوم شهر رمضان؛ فيقول في قصيدته: "أنا صائم"، (والتي نُشرت بمجلة منار الإسلام، 1417هـ).
نُورٌ يُطِلُّ عَلَى الوُجُودِ وَيُشْرِقُ كَمْ بَاتَتِ الدُّنْيَا لَهُ تَتَشَوَّقُ
تَرْنُو لِمَطْلَعِهِ لِتَشْهَدَ بَدْرَهُ (رَمَضَانُ) إِنَّ هِلالَهُ يَتَأَلَّقُعِطْرُ الهُدَى مِنْهُ يَفُوحُ فَهَذِهِ أَنْسَامُهُ فِي كُلِّ وَادٍ تَعْبَقُكُلُّ الحَيَاةِ حَفِيَّةٌ بِقُدُومِهِ وَالخَيْرُ فِيهِ عَلَى الوَرَى يَتَدَفَّقُ
ويُرَحِّب الشاعر عبدالقدوس الأنصاري - رحمه الله - بشهر برمضان، ويصفه بأنه بُشرى للقلوب الظامِئة، فيقول:
تَبَدَّيْتَ لِلنَّفْسِ لُقْمَانَهَا لِذَاكَ تَبَنَّتْكَ وُجْدَانَهَا
وَتَنْثُرُ بَيْنَ يَدَيْكَ الزُّهْورَ تُحَيِّيكَ إِذْ كُنْتَ رَيْحَانَهَافَأَنْتَ رَبِيعُ الحَيَاةِ البَهِيجُ تُنَضِّرُ بِالصَّفْوِ أَوْطَانَهَاوَأَنْتَ بَشِيرُ القُلُوبِ الَّذِي يُعَرِّفُهَا اللهُ رَحْمَانَهَافَأَهْلاً وَسَهْلاً بِشَهْرِ الصِّيَامِ يَسُلُّ مِنَ النَّفْسِ أَضْغَانَهَا
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"الصيام جُنة فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم مرتين"
رواه البخاري ومسلم.
وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى } . وفيهما عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ، وشبك بين أصابعه } .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه ا
" ولهذا كان المؤمن يُسرُّه ما يُسرُّ المؤمنين ، ويسوؤه ما يسوؤهم ، ومَن لم يكن كذلك : لم يكن منهم ! فهذا الاتحاد الذي بين المؤمنين : ليس هو أن ذات أحدهما هي بعينها ذات الآخر ، ولا حلت فيه بل ، هو توافقهما ، واتحادهما في الإيمان بالله ورسوله ، وشُعَب ذلك : مثل محبة الله ورسوله ، ومحبة ما يحبه الله ورسوله " انتهى .
ونحن في هذه الايام المباركة واجب علينا تفقد اهلنا ،واخواننا، وجيراننا،وعلينا أن نواسي المحتاجين والفقراء ونقف بجانبهم ونساعدهم في هذا الشهر الفضيل لتفريج كرباتهم وقضاء حوائجهم ومديد العون لهم وأن نتنافس في أعمال البر والخير والصدقات ومساعدة المحتاجين والفقراء وأداء الزكاة لمحتاجيها.
ولأننا ﺳَـﻨَﺮﺣـَﻞ في يوم من الايام وسيبقى الأَﺛـﺮ فعلينا أن نترك أثرًا طيبا .