وتطغى فكرة الثأر لتشتعل النار حينا وتخفت ويعد الثأر جزء من السلوك البشري منذ بداية وجود الإنسان على وجه الأرض على مر العصور والتاريخ والإرهاب ولا شك أن الكثير منا راودته رغبة في أن يرد لمن ظلمه أو عنّفه صاعا بصاع وبالتأكيد سيشعر المرء بالراحة لو نفّس عن مشاعر الغضب فما الذي يدفعنا للأنتقام في المقام الأول الباحثون وجدوا أن للثأر جوانب إيجابية غير متوقعة ويعد الثأر محفزا عاطفيا يحث الناس على الثأر أذ يعد من التجارب المعتادة في حياة البشر ويدرك الناس في جميع المجتمعات فكرة الغضب والرغبة في رد الإيذاء بمثلة ولهذا قد يعمي الأنتقام أبصار الناس عن العواقب الكارثية وهذايدعونا للتساؤل لماذا أستمر هذا السلوك الهدام جزءا من الشخصية البشرية مع تعاقب الأزمان رغم ما يسببه من مشاكل ..
فيأتي الأنتقام بعد الشعور بالتهميش ومن الصعب التمييز بين الثأر والسلوك العنيف نتيجة السلوكيات العدوانية وقد ندرك أن هناك الكثير من المشاعر التي تتفاعل داخل المرء قبل رغبتة بالهجوم وتعرف هذه المشاعر باسم ( الوسيط النفسي ) وهي الأفكار والمشاعر التي تطرأ بين الاستفزاز وبين التهجم على الأخرين لهذا لابد أن نفهم السلوك العدواني اتجاة الثأر فعلينا أن نتعامل بحذر مع هذه النتائج وعلى المدى الطويل لتقييم شعور المرء بعد أيام أو أسابيع من الانتقام وماهي النتائج التي توصل إليها المنتقمون فماهي إلا متعة لحظية فقط ثم ينزلق في حلقة مفرغة تتخذ شكل الإدمان ليصبح حاله بعد الإنتقام أسوأ..
ويشعر أولئك بالقلق والإحباط أكثر من غيرهم ويتصور هؤلاء أنهم يتعرضون للنبذ من الاخرين حتى لو يكن ذلك صحيحا فيعد النبذ الأجتماعي نوعا من التهديد ولهذا فإن توقع النبذ من الآخرين يجعل المرء متأهبا عقليا ونفسيا للدفاع عن النفس وسيصبح السلوك العدواني تجاه الأخرين رد فعل طبيعيا للشعور بالنبذ الاجتماعي إلا أن رد الفعل العنيف تجاه الأخرين ليس الوسيلة الوحيدة التي يلجأ إليها كل من يشعر أنه منبوذ من المجتمع فالبعض يتعامل مع هذه والمشاعر بتعمد إيذاء النفس ويجعلهم يشعرون أنهم يسيطرون على شيء ما لذا فعندما تخطط للثأر ممن أساء إليك تذكر أن السعادة التي ستجدها وأنت تتطلع إلى الأخذ بالثأر لن تدوم إلا للحظات ومع ذلك فقد اتضح أن مشاعر الثأر والرد بالمثل لها فائدة عظيمة وربما لو لم يُظهر الكثير من أسلافنا هذه المشاعر لاتخذهم الغير مطية لبلوغ مآربهم ..