(لا داعي إلى المزاح الثقيل لأنك لا تتقبله ) كان يرددها البعض عندما يقوم أحد بالمزاح الشديد أو عند تعرض البعض للمقالب الشخصية من الأصدقاء والأقارب وأصحاب الدراسة لكن في وقتنا الحالي تحولت المزحة إلى مرحلة خطرة وسخافة اعتادها الكثير منا باللجوء إلى المزاح والمقالب لأن الناس تحب عادة الأشخاص البشوشين وخصوصا الذين يسيطرون على المجالس والتجمعات في إدارة الحوار سواء كان الحوار اجتماعيا أو فكاهيا وتصغي للنكات بشكل أوسع بل بشغف أكثر كنوع من تغيير الجو والبعد عن المواضيع الحزينة ولكن للأسف هناك من يدسون بين طيات الحوار معنى سيئا قد يقصدون به شخصا يجلس بين المجموعة في نفس المجلس أو شخص غير موجود ويعرفه الأغلبية ويكون الهدف تشويه صورته أو انتقاص قيمته أمام الآخرين والتطرق للوزن أو المال أو الطول أو القصر ويكون قد أضحك المجموعة على حساب شخص آخر سواء كان غائباً أو موجوداً وهذا أسوأ شيء ممكن أن يقوم به الإنسان لأنه سيكون في حرج أو قد يضطر للخروج عن التعقل ويدافع عن نفسه وفي كل الأحوال يقلب ذلك الشخص المجلس إلى أخذ وعطاء بين ضحكات متناثرة بعضها ببعض وهو مدرك حجم الجرح الذي تسبب فيه بخفة دمه المتصنعة المرفوضة بشكل كبير من جميع الأفراد وتلك الفئة منتشرة وإن ضحك منها البعض فأعتقد بأنهم ينتقدونه في داخلهم لأنه قدم محتوى بذيء لا يليق بالمتحدث ولا المستمع ..
هناك عدد لا بأس به من الناس لا يكف عن الأذى للغير فلا يكتفون بإطلاق الدعابات والضحك والسخرية بل يتمادون إلى استخدام اليد أثناء المزاح قد يكون أسلوب غير لائق فقوة الضربة على المتلقي قد لا يتحملها وهناك البعض وإن كبر في السن يتنازل عن مايحدث من الحركات الطفولية فتجد يقوم بالضرب بزجاجة الماء أو علبة المناديل على الأشخاص ويتمادى ولا يبالي بما يقوم به وهناك كلمات تقال بمزاح ولكنها تحمل معنى وتزرع الفتنة وتخلق مشكلة يتحول الى الحوار حد التطفل فيجب معرفة متى يكون المزاح وما هي حدوده وليس الضحك لإشعال فتنه بين الأشخاص وتميز البعض عن الآخر فهناك فرق بين الشخصية المرحة ولها قبول بين الناس وتلك التي تنتقص من نفسها وتتصرف بجنون لإضحاك الآخرين عليها بشكل مبالغ فيه مهما بلغت قيمة الشخص الاجتماعية فبمجرد أن يطلق العبارات الغير مناسبه والتعليق السمج ينقص من شأنه ويفقد احترامه مهما بلغت مكانتة في المجتمع وهناك شخصيات معروف عنها بقبول من الآخرين لا تطلق سوى تعليق أو جملة بموقف بسيط قدتضحك الجميع بأدب ولا يقلل من احترامها لأن تلك الشخصية مرحة باتزان ودون تجريح أو فضولية أو تطفل ..
تجد العديد من الأفراد يتبع نظام المقالب حسب المناسبات حيث تمتد هذه المقالب للكبار أيضا ولا يقتصر على صغار السن فتجد على سبيل الذكر بعض الألعاب التي تؤدي إلى المقالب بين الآخرين بشكل كبير بدون الشعور بحجم الخطر الذي يشكله بعضهم على البعض كالعصا الكهربائية وعبوات المياه الغازية المكهربة ومواد الروائح الكريهة فكل ما يؤدي إلى الإضرار بالشخص أثناء المزاح سواء نفسياً أو جسدياً أو مادياً هو غير مستحب حتى إن كانت النية فقط للمزاح وعن ذلك قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم (لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لعباً ولا جاداً) فهناك مزاح ثقيل من الأفعال التي تجلب لصاحبها المشكلات وتحمله إثماً كغيرها من الآثام فيجب الابتعاد عنها وعدم الاستهزاء أو المزاح الثقيل مع الأشخاص من خلال اتخاذ أساليب مؤذية كإنساب صفات قد لا تكون محببة أو الاستهزاء بالشكل الخارجي كالملبس فهذا يخلق الضغينة بين الأشخاص فيجب تجنبها فالمزح المبالغ فيه يشكل عبء على الأفراد وغير مستحب ومكروه ..
أحيانا نحتاج للمزاح بشكل كبير حيث يمر الإنسان أحياناً بمشاكل يصعب عليه أن يجد لها حلاً ويصعب عليه الخروج منها وأحيانا أخرى يحتاج إلى الحديث فقط بدون المزاح نهائيا وقد يلجأ إلى من يشعر بالراحة بالتحدث معهم فهناك افراد لا تعي ذلك ويطيل في المزاح رغم ما يشعر به صديقه من ضيق فأغلب الأشخاص أصبحوا مصابين بمرض المزاح الثقيل في النهاية تصل أزمة المزاح الثقيل التقليل من قيمتهم أو الاستهزاء بهم أو تصغيرهم أمام الآخرين كنوع من المزاح وتكون بداية المزاح خفيفا ويحصل تجاهل من الشخص الآخر له ولكنه يكبر ويكبر حتى يصبح مزاحا لا يطاق وهذا النوع من المزاح الثقيل غالبا يرتبط بالعائلة والتي لا يجوز المساس بها عندها قد يسبب مشكلة بينهم يصعب حلها .