هذه الأجنة التي احتضنت مئات الأجيال
وكل حوش يسكنه العشرات بكل سعادة وسرور
أنا لم أعش في عشة ولكن عاشت في داخلي ألف عشة
هذا المنظر بالساعات كان هو ما أراه من النافدة كل يوم
الكل سعيد لاأحد أغلق على حوشه بستاره.
الكل يعيش بشفافية لاشيء يخفيه عن الآخر
الصبح تسمع نشيد وصوت المكنسة ويكون هذا النشيد إمّادعاء لابن غائب أو دعاء لزوج متوفي
ليس بيتا واحدا بل أكثر البيوت تسمع منها هذه الأصوات
وقبل الظهر تشم رائحة الموافي والكاز
وبعدها بقليل تشم رائحه الأكل
وبعد العصر صوت الفصفص ورائحه الشمطري
ولعب الأولاد والبنات في الأزقة
وبعدها صوت الأذان الجميل الحاني بصوت عم فتحي أبو زيلعي وبوكر وسالم ومحمد
وتسمع أصوات العصافير فوق الشجر عائدة من رحلتها اليومية
وتهدا حارتنا وكأنها شيخ وقور ويبدأ مشوار الجد
يمر مسؤول الإناره ومعه الأتاريك (الفاونيس ) ويعلقها علي الأعمدة في الشوارع والأزقة
تسمع أصوات الأطفال وهم يسمعون لإخوانهم القران ويقرؤون. المطالعة وجدول الضرب
وتأتي صلاه العشاء وتنتهي الحياه في حارتي
تنطفي الفوانيس والأتاريك
ويبقي صوت الراديو القادم من بعيد وصوت هوه هوه والكعبه زارها أم ترجح بابنها كي ينام هاكذا كنا .