تبذل جامعة أمِّ القُرى سنويًّا الكثير من الجهود الحثيثة لخدمة الحجاج والمعتمرين في موسم الحجِّ والعمرة؛ وسخرت طاقاتها البشريَّة والعلميَّة والبحثيَّة والإداريَّة وغيرها لتوفير أفضل الخدمات، وذلك انطلاقًا من إيمانها باهتمام المملكة، التي تسعى إلى تطوير وتحسين تجربة الحاجِّ والمعتمر؛ كما ضمَّت الجامعة في استراتجيَّتها 2027 الخدمات المُقدَّمة للحجاج والمعتمرين؛ من: الأبحاث، والابتكارات، والخدمات التَّعليميَّة والتَّطوعيَّة.
ويُعدُّ معهد خادم الحرمين الشَّريفين لأبحاث الحجِّ والعمرة مركزًا بحثيًّا متفرِّدًا على المستوى العالمي؛ حيث إنَّه يخدم حدثًا فريدًا وتجمُّعًا لا مثيل له؛ لذلك اختلفت أهدافه البحثيَّة عن نظائره في العالم من ناحية اختصاصه بالحجِّ والمشاعر المُقدَّسة والمدينتين المُقدَّستين، وما يرتبط بهما من أمور تخطيطيَّة أو بيئيَّة أو إنسانيَّة، وبلغ عدد الأبحاث التي ينفذِّها المعهد هذا العام 23 بحثًا متخصِّصًا.
كما تسهم الجامعة بخبرائها من خلال الدِّراسات والمشاريع الاستشاريَّة التي يقدمها معهد البحوث والدِّراسات الاستشاريَّة بالتَّعاقد مع الجهات المتخصِّصة؛ مثل: وزارة الحجّ والعمرة، ووزارة الشُّؤون البلديَّة والقرويَّة والإسكان ممثلة في أمانة العاصمة المُقدَّسة، والهيئة السُّعوديَّة للبيانات والذَّكاء الاصطناعي (سدايا)، وشركة كدانه وغيرها؛ حيث بلغ عدد المستفيدين من البرامج التَّدريبيَّة
والاستشارية ما يفوق 30,000 مستفيد في أكثر من 10 عقود استشارية؛ ولعل أبرزها هو تقديم البرنامج التدريبي: “ترحاب”؛ في نسخته الثَّانية الخاصَّة بالمهارات النَّاعمة لموظَّفي الصُّفوف الأولى في خدمة ضيوف الرَّحمن؛ والتي تهدف إلى: تأهيل وتدريب أكثر من 13 ألفًا من العاملين في خدمة ضيوف الرَّحمن، ومشروع الرقابة الصِّحيَّة على الإعاشة؛ والذي يهدف إلى تحقيق أعلى معايير السَّلامة الصِّحيَّة والغذائيَّة بواقع 22,000 زيارة ميدانيَّة؛ للكشف على 2500 عيِّنة غذائيَّة، من خلال ما يقارب 2500 مسحة صحيَّة، يقوم عليها 450 من الخبراء والعاملين في مجال خدمات الإعاشة والتَّغذية.
ويشارك معهد تعليم اللغة العربيَّة لغير النَّاطقين بها سنويًّا مع الجهات المعنيَّة؛ مثل: الرئاسة العامَّة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، و الرئاسة العامَّة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لتقديم خدمات التَّرجمة إلى أكثر من 20 لغة مختلفة بأكثر من 100 مترجم، كما يشارك في خدمات الإرشاد المكاني والتَّوجيه والإرشاد للحجيج.
و سخَّرت الجامعة جهودها في مجال العمل التَّطوُّعي بالحجِّ من خلال إكساب المتطوِّعين المهارات اللازمة لهم وتأهيلهم بالتَّنسيق مع الجهات المعنيَّة في الحجِّ؛ حيث بلغ إجمالي عدد المتطوِّعين قرابة 2083 متطوِّعًا لهذا العام؛ إيمانًا من الجامعة بالدَّور الهامِّ لذلك، وحرصت الجامعة على خلق العديد من الفرص اللازمة للمتطوِّعين بالتَّعاون مع الجهات المعنَّية، وهي جهات مختلفة؛ مثل: المديريَّة العامَّة للدِّفاع المدني، وهيئة الهلال الأحمر السُّعودي، ومركز التَّطوُّع الصِّحي، وجمعيَّة درهم وقاية، وغيرها من الجهات ، كما وفَّرت عمادة شؤون الطُّلاب فرق عشائر الجوالة المشاركة في موسم الحجِّ داخل الحرم الجامعي؛ و كان للأندية الطُّلابيَّة بعض المشاركات المجتمعيَّة للتَّرحيب بضيوف الرَّحمن بالتَّعاون مع الجهات المختلفة.
وتُقدِّم الجامعة مجموعة من الخدمات اللوجستيَّة التي تشرف عليها وكالة الجامعة؛ ممثلة في: إدارة الأمن الجامعي، و إدارة المرافق والخدمات؛ حيث تتيح مقرَّات الجامعة في موسم الحج لوزارة الداخليَّة والجهات المشاركة في الحجِّ كمراكز للإيواء، وعقد الاجتماعات والمناسبات: قبل، وأثناء، وبعد الموسم. وتُهيئ لهم الخدمات المصاحبة، وتضع لهم خُطط التَّنقل داخلها.
والجدير بالذِّكر أنَّ الجامعة تُقدِّم برامج تعليميَّة نوعيَّة طبيَّة وإداريَّة شاملة ومُصمَّمة لتأهيل الدَّارسين من الطُّلاب في إدارة فعاليَّات الحجّ والعمرة؛ وذلك في: كُليَّة الطِّب، وكُليَّة إدارة الأعمال، مثل: برنامج الحجّ المنهجي الصِّحي، وبرنامج ماجستير إدارة الحشود وغيرها. ويحظى الطُّلاب بتأهيل خاصّ من خلال دراسة مقرَّرات متنوِّعة تغطي جوانب: إداريَّة، وصحيَّة، ومجتمعيَّة مختلفة؛ كما تُقدِّم قاعدة معلوماتيَّة؛ هدفها هو: تحسين القُدرة على إدارة العمليَّات في موسم الحجّ.