تظن بعض الزوجات أن زوجها قد تغيرت مشاعره تجاهها أو العكس والحقيقة هو أن السبب الأساسى هو أن الرجل يحتاج أن يتصرف وفق طبيعته كرجل كما تحتاج المرأة أن تتصرف وفق طبيعتها كإمرأة ومن الخطأ أن ينكر أحدهما على الآخر هذا الحق ويحدث كثيراً أن يعجز الواحد منا أن يستمر فى التمثيل فيعود للتصرف على طبيعته فلا يفهم الطرف الآخر فيظن انه تغير فيحدث الخلاف بين الرجل والمرأة والخلاف من أصل الخلقه ولا يمكن علاجه وإنما يجب التعامل معه بعد أن يفهم كل طرف الطرف الآخر ودوافعه وسلوكه احيانا غريبة وغير مبررة وتنطبق فى الغالب على معظم الحالات وهذا الخلاف لا علاقه له بالمجتمع ولا بالثقافة ولا بالتربية ولا بالدين ولكنه يشير إلا أن عقل الرجل صناديق وعقل المرأة شبكة وهذا هو الفارق الأساسى بينهما عقل الرجل مكون من صناديق مُحكمة الإغلاق وغير مختلطه هناك صندوق السيارة وصندوق البيت وصندوق الأهل وصندوق العمل وصندوق الآولاد وصندوق الأصدقاء وصندوق وإذا أراد الرجل شيئاً فإنه يذهب إلى هذا الصندوق ويفتحه ويركز فيه وعندما يكون داخل هذاالصندوق فإنه لا يرى شيئاً خارجه وإذا انتهى أغلقه بإحكام ثم شرع فى فتح صندوق آخر وهكذاوهذا هو ما يفسر أن الرجل عندما يكون فى عمله فإنه لا ينشغل كثيراً بما تقوله زوجته فهو أقل اهتماماً بما يحدث حوله ..
عقل المرأة هو مجموعة من النقاط الشبكية المتقاطعه والمتصله جميعاً فى نفس الوقت والنشطة دائماً كل نقطه متصله بجميع النقاط الأخرى مثل صفحة مليئة بالروابط على شبكة الإنترنت فهى يمكن أن تطبخ وهى تُرضع صغيرها وتتحدث فى التليفون وتشاهد المسلسل فى وقت واحدكما أنها يمكن أن نتنقل من حالة إلى حاله بسرعة ودقه ودون خسائر كبيرة ويبدو هذا واضحاً فى حديثها فهى تتحدث عما فعلته بها جارتها وما قالته لها حماتها ومستوى الأولاد الدراسى ولون ومواصفات الفستان الذى سترتديه فى مناسبه الغد ورأيها فى الحلقة الأخيرة من مسلسل تتابعة ومقادير اعداد عمل كيكة فى مكالمه تليفونية واحدة أو ربما فى جملة واحدة بسلاسةمتناهية وبدون أى إرهاق عقلى وهذا لا يستطيعه أكثر الرجال احترافاً وتدريباً والأخطر أن هذه الشبكة المتناهية التعقيد تعمل دائماً ولا تتوقف عن العمل حتى أثناء النوم ولذلك نجد أحلام المرأة أكثر تفصيلاً من أحلام الرجل ..
المثير فى صناديق الرجل أن لديه صندوق اسمه صندوق اللا شئ فهو يستطيع أن يفتح هذا الصندوق ثم يختقى فيه عقلياً ولو بقى موجوداً بجسده وسلوكه يمكن للرجل أن يفتح التليفزيون ويبقى أمامه ساعات يقلب بين القنوات وهو فى الحقيقة يصنع لا شئ يمكنه أن يفعل نفس الشيئ أمام الإنترنت دراسة أثبتت أن نشاط مخ الرجل يمكنه أن يقضى ساعات لا يصنع شيئاً تقريباً أما المرأة فصورة المخ لديها تبدى نشاطاً وحركة لا تنقطع وتأتى المشكله عندما تُحدث الزوجة الشبكية زوجها الصندوقى فلا يرد عليها هى تتحدث إليه وسط أشياء كثيرة تفعلها وهو لا يفهم هذا لأنه كرجل يفهم انه إذا أردنا أن نتحدث فعلينا أن ندخل صندوق الكلام وهى لم تفعل وتقع الكارثة عندما يصادف هذا الحديث الوقت الذى يكون فيه الرجل فى صندوق اللاشئ فهو حينها لم يسمع كلمة واحدة مما قالت حتى لو كان يرد عليها فتُقسم الزوجة أنها قالت لزوجها خبراً أو معلومة ويُقسم هو أيضاً أنه أول مرة يسمع بهذا الموضوع وكلاهما صادق لأنها شبكية وهو صندوقى ..
والحقيقة ان المراة لا يمكن أن تدخل صندوق اللاشئ مع الرجل فبمجرد دخولها سيصبح الامر شيئاً وستبدأ فى طرح أسئلة متتاليه وهنا يثور الرجل ويتضايق ويعلم إن بقيت فلن تصمت وهى تعلم أنها إن وعدت بالصمت ففطرتها تمنعها من التزامها به ويفضل الرجل أن يدخل صندوق اللاشئ في حالات الاجهاد والضغط العصبي وتفضل المرأة أن تعمل شبكتها فتتحدث فى الموضوع مع أى أحد ولأطول فترة ممكنة وإذا لم تتحدث عما يسبب لها الضغط والتوتر يمكن لعقلها أن ينفجر وعندما تتحدث مع زوجها فيما يخص أسباب عصبيتها لا تطلب منه النصيحة أو الرأى ويصبح مخطئ إذا بادر بالرد خصوصا ان لم يعجبها كل ما تطلبه منه أن يصمت ويستمع ويستمع ويستمع فقط الرجل الصندوقى بسيط والمرأة الشبكية مُركبة واحتياجات الرجل الصندوقى محددة وبسيطة وممكنة أما احتياجات المرأة الشبكية فهى صعبة ومُركبة مُتغيرة قد ترضيها كلمة واحدة وقد لا تقتنع لو قدمت لها قصيدة الرجل الصندوقى بطبعة الأخذوالمرأة الشبكية بطبعها العطاء اعتادت المرأة على العطاء ولولا هذه الفطرة لما تمكنت من العناية بأبنائها وزوجها وبيتها واهلها ..