تُعد “قرية لوقة التاريخية” الواقعة على بعد 100 كيلو متر غرب محافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية من أقدم القرى في شمال المملكة، الزاخرة بالمواقع الأثرية والتاريخية العريقة، التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين،وماتزال بقاياها حاضرة حتى اليوم، وكانت منطقة تجمع سكاني كبير لأهل البادية في وقت مضى نظرًا لوفرة مائها وعذوبته وكانت مركز تبادل تجاري هام، وتضم نحو 300 بئر في أرض منخفضة نسبيًا، ويصل عمق بعض آبارها إلى 30 مترًا محفورة بالصخر.
وكانت لوقة مركزًا للتبادل التجاري تزامنًا مع الفترة التي كانت فيها عامرة بتجار نجد والعراق والشام ووسط المملكة قبل عشرات السنين، إذ كان تجار العراق يجلبون إلى هذه السوق المواد الغذائية بأنوعها مثل الطحين، والرز، والسكر، والتمر، وكذلك الملبوسات، والأواني، وبيوت الشعر وغيرها، فيما يشتري منهم تجار نجد؛ لتصدير هذه المواد والعودة بها إلى ديارهم، فهي تعد في الماضي القريب إحدى حواظر المنطقة، فهي مرتع التجار وأهالي البادية، لتوفر المياه في آبارها، ولوجود سوق تجارية تجمع بين التجار، والذي يمثل مكانًا عريقًا وغنيًا بحكايات البوادي والقوافل والمسافرين والثقافات المتنوعة.
ومن أشهر آثار لوقة قصر الملك عبدالعزيز حيث يعد أحد أهم المعالم التاريخية البارزة في “لوقة” والذي تأسس عام 1354- 1355 هـ، لكن الآن لم تبق إلا الأطلال الدالة على وجوده، بالاضافة للمباني الطينية القديمة.
وأوضح سلطان الرخيص مشرف الآثار في قرية «لوقة» لـ “واس”أن سبب تسميتها يرجع لكونها لائقة للسكن ومحببة لدى البادية حسب موقعها آنذاك،حيث كانت منطقة تجمع سكاني كبير لأهل البادية ووفرة مائها وعذوبته بالاضافة أنها كانت مركز تبادل تجاري، وممرًا هامًا للقوافل التجارية من نجد وغيرها والمتجهة إلى العراق والشام والعكس في وقت مضى؛ كما تشتهر لوقة بفياضها التي يقصدها المتنزهون في فصل الربيع، ويتبع لوقة موارد مياه عديدة منها الهبكة ، والهبيكة ، والروض ، والركعا ، والمندسة.