كم يعصرنا الم ووجع فراق من نحبهم ومن الفنا وجودهم معنا في هذه الحياة كالنجوم المضيئة والكواكب الساطعه التي تنير الكثير من دروب المحبة والخير والإصلاح بين الناس
ولقد توالى فقد صامطة العلم والتاريخ والوفاء لأبرز رجالها الخيرين والمصلحين منذ القرن الماضي واحدا تلو الآخر وهذه سنة الله في خلقه وعصر اليوم ودعت صامطة شخصية علم وقضاء وزهد
كان لها مكانتها الإعتبارية لدى الجميع بعد عمر حافل
في خدمة الدين والمليك والوطن إنه فضيلة الشيخ الكريم الوالد ابراهيم محمد خلوفة طياش المباركي يرحمه الله القاضي وعضو هيئة التميز ومن مؤسسي جمعية تحفيظ القرآن الخيرية بجازان هذه الشخصية التي تربت والفت العلم والتحصيل الدراسي منذ سنين عمره الأولى وكان من طلاب الشيخين الفاضلين عبدالله القرعاوي وحافظ الحكمي
وكيف لا يكون له حظ وافر ومبكر في التعليم وهو سليل أسرة عريقة عرفت بإهتمامها بنشر العلم والتدريس والتعليم بين الناس وكيف ننسى رائدا من رواد التعليم السلفي في صامطة والمنطقة وهو عمه الشيخ ناصر خلوفه المباركي يرحمه الله الذي اسس مدرسة سلفية شهيرة في صامطه وهو عضيد وداعم لدعوة الشيخ عبدالله القرعاوي ومن آواه واستقبله وأكرمه في منزله .
وكان الشيخ ناصر يتولى الإشراف على المدرسة والصرف عليها من ماله الخاص ويفد للتعلم فيها طلبة من داخل المنطقة ومن خارجها بل وحتى من اليمن الشقيق ولا زلت اتذكر وانا صبي صغير في اوائل التسعينات كنت ارافق والدي في زيارة الشيخ ناصر خلوفه والسلام عليه في مكتبته .
وأتذكر بهذه المناسبة تكفل والدي برعاية بعض المتعلمين الوافدين من اليمن وتأمين لهم بعض الوجبات اليومية والملابس وغير ذلك وكذلك فعل بعض الخيرين من وجهاء صامطة ورجالاتها جزاهم الله خيرا دعما متواضعا لجهود هذه الشخصية الإصلاحية العظيمة وكان لهذه المدرسة صيتها وسمعتها المتميزه …
وبالتالي كان لفقيدنا الشيخ ابراهيم خلوفه نصيب وافر من رعاية عمه الشيخ ناصر وتدريسه للعلوم الشرعية والقراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم وخلال سنوات مضت كتبت مرارا وتكرارا مطالبا الجهات المعنيه او أصحاب المبادرات الإجتماعية بترميم والمحافظة على المدارس والكتاتيب السلفيه التي تميزت بها صامطه منذ منتصف القرن الماضي وطالبت أن تكون متاحف ثابته ومكتبات القراءة والبحث لتعلم الأجيال الناشئة والزائرون ما قدمه هؤلاء الأعلام الأفذاذ وسط امكانيات صعبة ومحدوده لأجل تعليم الناس وتنويرهم وتبصيرهم في أمور دينهم ودنياهم
ولقد انعكست نشأة الشيخ ابراهيم خلوفه التعليميه على
يد هؤلاء الأفذاذ دافعا له لمواصلة تعليمه الدراسي حتى حصوله على الشهادة الجامعية ومن أهم مشائخه في العلم خلال تلك الفترة الشيخ عبدالرزاق عفيفي والشيخ العقلا
ولقد تقلب الشيخ ابراهيم في العديد من المناصب الفضائية حتى وصل لمرتبة قاضي ومستشار تميز ، وكان شخصية مقدرة محترمة مهابه ومحبوبا من الجميع اينما ذهب وحيثما حل وكان تواصله الأخوي والإجتماعي مع بعض أصدقاءه ذوي الهمم العاليه، كالشيخين علي مديش بجوي وابراهيم حسن الشعبي مضربا لحسن الأخوة وفضيلة التواصل المعرفي والإجتماعي بينهم .
وإن الكلمات لتقف عاجزة في التعبير عن مشاعر الحزن والألم الذي يعتصرنا برحيل هذه الشخصية الكريمة التي أتفق الجميع على محبتها والثناء عليها والدعوة له بالرحمة والمغفرة وعظيم الدرجات .
ونتقدم بخالص تعازينا لأبناءه البررة الأفاضل والأدباء الأجلاء المبدعون الأساتذة احمد ومحمد وحسن وجميع أفراد اسرتهم وقبيلة آل المباركي الكرام وأن يخلف عليهم في مصيبتهم خيرا …والله المستعان .