نوّهت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع الشؤون الاجتماعية) والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، باستجابة الدول العربية لتقديم المساعدات العاجلة للشعب الفلسطيني وإرسال جسور مساعدات جوية لإمدادهم باحتياجاتهم، والتخفيف من حدة الآثار المترتبة عن العدوان الإسرائيلي الغاشم.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقدته جامعة الدول العربية (قطاع الشؤون الاجتماعية) بمقر الأمانة العامة للجامعة اليوم، بالتعاون مع المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، حول الأوضاع الإنسانية في غزة، بحضور كلٍ من الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، والأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد التويجري.
وحَذّرت السفيرة أبو غزالة من استمرار الوضع الخطير غير الإنساني في قطاع غزة، موضحة أن 70% من حصيلة الشهداء في القطاع من الأطفال والنساء والمسنين، ويُقَدّر عدد النازحين داخل القطاع بمليون شخص، منهم 513 ألفًا لجأوا إلى المنشآت التابعة للأونروا، كما وثّقت منظمة الصحة العالمية 59 هجومًا ضد العاملين في القطاع الصحي، و69 اعتداءً على المنشآت الصحية، إضافة إلى استشهاد أكثر من 37 من العاملين الصحيين، وإصابة العشرات منهم، وكذلك تَضرُر 32 سيارة إسعاف، وتوقف 7 مشافٍ عن تقديم الخدمة تمامًا.
وأضافت أن هناك تواصلًا مستمًرا مع وزارة الصحة بدولة فلسطين للتعرف على احتياجاتها الطارئة والعاجلة لدعم القطاع الصحي في قطاع غزة والعمل على توفيرها، فضلًا عن تعميم احتياجات وزارة الصحة الفلسطينية على وزارات الصحة والجهات المعنية في الدول الأعضاء للعمل على توفيرها، مثمنة استجابة الدول العربية في هذا الشأن.
وأفادت أنه جارٍ التنسيق مع رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الصحة العرب ورئيس وأعضاء المكتب التنفيذي بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري لإرسال المساعدات العاجلة والاحتياجات الإنسانية والأدوية إلى قطاع غزة، مضيفة أنه جارٍ العمل أيضًا على إيصال الدعم الاجتماعي والإنساني الذي أقره المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب لدولة فلسطين في السادس عشر من الشهر الجاري.
ونوّهت بجهود الهلال الأحمر المصري لتنسيق الاحتياجات الإنسانية مع الهلال الأحمر الفلسطيني وتأمين إيصالها إلى قطاع غزة للمتضررين، مُعربة عن الشكر للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر على جهودها الإنسانية ودعمها المتواصل للجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر.
وشددت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية على ضرورة أن يطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته للوقف الفوري لهذه الحرب والمأساة الإنسانية غير المسبوقة، والسماح بتدفق الإمدادات والاحتياجات الطبية والأدوية، داعية الشعوب العربية للاستجابة إلى حملات التبرعات التي أطلقتها الجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر بالدول الأعضاء، لدعم الشعب الفلسطيني.
من جانبه، قال الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد التويجري، إن المنظمة معنية بإرسال المساعدات لمناطق الكوارث والأزمات، ولذا أرسلت نداءً إنسانيًا بالتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني، وكانت الاستجابة سريعة من جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، ومن جامعة الدول العربية، ومجلس وزراء الصحة العرب الذي أسهم في تغطية جزء مهم من هذه المساعدات.
ونوّه بجهود العاملين في الهلال الأحمر الفلسطيني الذي قُتِلَ العديد من العاملين فيه وهم يقدمون الدعم لضحايا العدوان، وما زالوا يعملون على مدار الساعة وبكل تضحية لخدمة الضحايا، مشيدًا بجهود السلطات المصرية والهلال الأحمر المصري لاستقبال المساعدات والعمل على إيصالها.
وأشار إلى أن المنظمة خاطبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر المعنية، ورئيسة اللجنة الدائمة للهلال والصليب الأحمر المعنية بتدقيق انتهاكات القانون الدولي الإنساني، لمراقبة هذه الانتهاكات الإسرائيلية وتقديمها للمؤتمرات الدولية.
وأضاف: “إننا نعمل على توثيق الانتهاكات مع الهلال الأحمر الفلسطيني والمركز العربي للقانون الدولي الإنساني لعرضها على المؤتمرات الدولية في محاولة لفضخ هذه الانتهاكات والعمل على معاقبة من فعل هذه الانتهاكات التي هي جرائم مكتملة الأركان”.
وناشد الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، المجتمع الدولي والضمير العالمي أن يوقف جرائم العدوان الإسرائيلي، مستنكرًا حدوث هذه الجرائم على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي حيث سكان غزة الذين يقارب عددهم مليونين ونصف تحت القصف والحصار، وإذا لم يمت أحدهم من القصف مات من الجوع أو بسبب غياب الخدمة الطبية.