لم يكن يوم السابع من أكتوبر يوما عاديا في تاريخ الأحداث السياسية ، بل كشف العديد من الأمور في السياسة العالمية ، وكيف تدار الأحداث في مجلس الأمن والمنظمات العالمية ،
وكذلك كشف الوجه القبيح للتعامل بمعايير مزدوجه ضد شعوب العالم بحسب جنسياتها وانتمائاتها الدينية .
يوم ٧ أكتوبر أبانت مجموعة لا تزيد عن خمسة آلاف مواطن فلسطنيني الحقيقة ، وذلك عندما كسروا عنجهية الصهاينة بأنهم القوة التي لا تقهر ، وأنهم الجيش الرابع على مستوى العالم من حيث القوة والتسليح ، هؤلاء الأبطال كشفوا الحقيقة واماطوا اللثام عن الكذبة التي يتبجح بها الصهاينة ليل نهار ، والتي لا يريد الكيان الصهيوني الخروج من عبائتها حتى تكون بعبع تخوف به الدول التي تريد الاقتراب من الكيان الصهيوني .
وعد بلفور وتاسيس الكيان الصهيوني
دعمت الحكومة البريطانية تأسيس وطن للشعب اليهودي بعد انتهاء الانتداب البريطاني ، حيث تم الإعلان عن قيام دولة إسرائيل بتاريخ ١٤ مايو ١٩٤٨ م ، من خلال وثيقة إعلان قيام دولة إسرائيل .
حيث بدأت فكرة إنشاء بلد للصهاينة في فلسطين من خلال اجتماعات المؤتمر الصهيوني في بازل والتي دعا له الكاتب اليهودي ثيودور هرتزل بعد نشر كتابه " الدولة اليهودية " عام ١٨٩٦ م ، ومنذ ذلك التاريخ بدأ التخطيط لإيجاد بلد لهم من خلال شراء الأراضي ثم الهجرة ، وساعدهم في ذلك الانتداب البريطاني على فلسطين .
وحدث أول تقسيم في عام ١٩٣٧ م عندما اوصت اللجنة الملكية البريطانية بتقسيم أرض فلسطين إلى دولة يهودية تضم ٣٣ % من البلاد ، بما في ذلك حيفا والجليل والسهل الساحلي شمال اسدود ، والدولة العربية في بقية البلاد لتصبح جزء من شرق الأردن ، على أن تبقى القدس تحت الانتداب البريطاني ، وتم الإعلان عن دولة اسرائيل وتم تعيين دافيد بن غوريون كأول رئيس وزراء لها ، واعترف الرئيس الامريكي ترومان بدولة اسرائيل في اليوم نفسه ، وفي اليوم الثاني اعلنت بريطانيا انتهاء انتدابها لفلسطين .
وقد عارضت جامعة الدول العربية أي تقسيم لفلسطين ولإقامة إسرائيل ، وشنت على أثر ذلك حملة عسكرية على الدولة الوليدة فيما يعرف بحرب ١٩٤٨ م ، والتي شاركت فيها مصر وسوريا والعراق والاردن ولبنان ، وبعد ذلك حرب اكتوبر ١٩٧٣ م ، واستمرت النزاعات المسلحة حتى عام ١٩٩٤ م حيث أنشأت السلطة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية .
المجازر الصهيونية التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني منذ أن تم زرعها بين الدول العربية وهي لا يردعها أنظمة ولا قوانين دولية ، والتي آخرها ما تمارسه في غزة من قتل وتهجير لا يقره دين أو أعراف دولية ، فإلى متى هذا السكوت ضد هذا الشعب المغتصب للحريات ،
ما يمارسه الصهاينة في غزة من قتل للأطفال والنساء وكبار السن بدون حسيب ولا رقيب من المجتمع الدولي والأمم المتحدة ،
فشاهدنا ما حدث يوم أمس " مجزرة مدرستي الفاخوره وتل الزعتر " ، وكذلك ما حدث من تهجير وخروج إجباري للأطباء والمرضى في مستشفى الشفاء الطبي ، بعد ضربه ومحاصرته لعدة ايام أمام انظار العالم الذي لم يقم بالتصدي لعنجهية الصهاينة بسبب وقوف الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية ضد أي قرار يدين الكيان الصهيوني ، فهل هذه هي العدالة التي أقيمت من أجلها الأمم المتحدة .
جرائم حرب يمارسها الصهاينة بحجة التصدي لحركة حماس والضحية ( أطفال ونساء وكبار سن ) بيوت يتم مساواتها بالأرض بمن فيها ، مستشفيات يتم ضربها بالصواريخ والقنابل الفسفورية ، وإنهاء لكل البنية التحتية في غزة ، فأين الضمير العالمي ؟
قطعت الكهرباء والماء والوقود عن كل الشعب الفلسطيني في غزة حتى يجبرونهم على الخروج من شمال غزة الى جنوبها الا يعتبر جريمة حرب ، فاين الدول التي تنادي بالحريات وحماية حقوق الإنسان .
منعت دخول المساعدات الطبية والغذائية والوقود والماء من قبل الصهاينة أمام أنظار العالم ، فأين القوى العالمية التي تنتصر للضعيف وتردع الظالم ؟
- ارتفاع الضحايا الفلسطينيين إلى أكثر من ١٣ ألف من الأطفال والنساء وكبار السن ، وعدد الجرحى أكثر من ٣٠ ألف في غزة والضفة الغربية حسب تقارير الصحة الفلسطينية ، ثلثينهم من الأطفال والنساء ، فأين المنظمات الدولية من ذلك ؟
هناك إبادة جماعية لعدد من العائلات الفلسطينية عندما تهدم المنازل بمن فيها ، فأين الضمير العالمي .
- حتى الصحفيون لم يسلموا من عنجهية الصهاينة ، وتم قتلهم أثناء ممارسة عملهم ، فلماذا لا يتم محاسبة اسرائيل على مقتل الصحفيين الذين ينقلون الواقع بكل حيادية ، ام انهم يريدون تكميم الأفواه عن ما يمارسونه من عنجهية ؟
حتى موظفي المنظمات الدولية قتلوا على أيدي الصهاينة في هذه الحرب ، بدون أي اهتمام بهذه المنظمات ، حيث تم قتل اكثر من ١٠٠ موظف من الانوروا ، فمن يحاسبهم على ذلك ؟
يتم تسليح كل المستوطنين والايعاز لهم بقتل كل فلسطيني وترويعهم ، الا يعتبر هذا جريمة حرب يحاسب عليها القانون الدولي ،
فأين المنظمات التي تتشدق بحقوق الانسان وحماية أفراده ؟
لماذا لا يتم إغلاق السفارات الصهيونية في الدول العربية والإسلامية ، حيث قامت عدد من الدول بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل واتهامها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من خلال ما تفعله في قطاع غزة ومنها ( بوليفيا - كولومبيا
- الهندوراس - تشيلي - الأردن - البحرين )
حيث توجد ٢٨ دولة من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة لا تعترف ب الكيان الصهيوني ، ١٥ دولة عضو في جامعة الدول العربية وهي ( المملكة العربية السعودية - الجزائر - العراق - الكويت - قطر - عمان - اليمن - جزر القمر - جيبوتي - لبنان - ليبيا - الصومال - سوريا - تونس - موريتانيا ) ، و١٠ دول في منظمة التعاون الإسلامي وهي ( أفغانستان - بنغلاديش - بروناي - اندنوسيا - إيران - ماليزيا - مالي - النيجر - باكستان - المالديف ) ، و ٣ دول علقت علاقاتها مع اسرائيل وهي ( فنزويلا - كوبا - كوريا الشمالية ) ، فلو مارست الدول التي لها تطبيع مع اسرائيل هذا الدور لكان سلاح له تأثير ومنها ( تركيا - مصر - الإمارات - السودان - المغرب ) ، فنجد أن هذا الخيار له وقع كبير على اسرائيل ، وحتى الدول المساندة لها .
وبعد ذلك إذا لم يرتدع الكيان الصهيوني ويوقف مجازره في غزة يتم منع الطيران الصهيوني من المرور في الأجواء العربية والإسلامية ، وبعد ذلك يتم الأتفاق بين الدول العربية والإسلامية على خطوة عملية أخرى ضد الكيان الصهيوني وحتى الدول التي تقف سندا لهم ، ليعلموا أن الدول العربية والإسلامية إذا أرادت الفعل سيكون فعلها صارما .
الموقف الحقيقي للمسلمين والعرب من القضية الفلسطينية يظهر في مواقف المملكة العربية السعودية ومصر والاردن ، التي تنادي بوقف التصعيد وقتل الابرياء وتهجيرهم واحترام القانون الدولي ، وايصال المساعدات الانسانية إلى غزة من خلال عقد القمم والزيارات المكوكية لتوحيد الصف .
أين الموقف التركي ( الاردوغاني والاخوانيبن ) ، و الإيراني ومليشياته ( حزب الله والحوثيين وحزب الله في العراق وسوريا ) التي تبيع وتشتري بالقضية الفلسطينية في كل خطاباتهم ، ( الموت لاسرائيل ) ونجد بأنه لا يموت إلا المواطن الفلسطيني البسيط او المواطن العربي المغلوب على امره ، المستحل لأرضه ، فحركة حماس ليست إلا لعبة في أيديهم ، يحركونها كيفما يشاؤون ، ومتى ما يشاؤون ، فنجد ان تركيا هي اول دولة اسلامية تعترف باسرائيل منذ عام ١٩٤٩ م ، ولها تبادل تجاري كبير بين البلدين بعدة مليارات .
حماس حركة لابد ان تتحرك ضمن الدولة ، وتترك للسلطة الفلسطينية انخاذ القرارات التي تناسب الشعب الفلسطيني حسب الأعراف الدولية واهمها ( إيجاد حل الدولتين ) وانهاء الهمجية الصهيونية .
اين المنظمات الدولية من قتل الأطفال والنساء وكبار السن ، وتهجير اكثر من مليون مواطن من شمال غزة الى جنوبها .
اقيمت العديد من المظاهرات في اسرائيل وكذلك عدد من الدول الاوربية مطالبة بوقف الجرائم والمجازر الصهيونية ، هذه الثورة الشعبية من المواطنين في بلدانهم الصالحة انفسهم ، وقفوا ضد حكامهم ورؤسائهم ضد الشر والعنجهية الصهيونية.
امريكا والدول الأوربية تعلن دعمها الكامل لاسرائيل ، ويقفون بالمرصاد ضد أي قرار أممي يتم التصويت عليه يدين اسرائيل ، فلا ننتظر منهم حلول أو حياد ، وخاصة بعد مشاركة أكثر من ٢٠٠٠ جندي امريكي في العمليات الخاصة في غزة ، وكذلك إحضار السفن العسكرية وحاملات الطائرات ، فموقفهم واضح للجميع
" وضوح الشمس في رابعة النهار " .
فلماذا لا تعلن الدول العربية والإسلامية وقوفها بالمرصاد ضد محور الشر وتعلن دعمها للقضية الفلسطينية علنا بكل ما تحتاجه ، و إجبار اسرائيل على إيجاد الحل لهذه القضية وهو وجود الدولتين ( دولة اسرائيل ، ودولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية ) .
- في السياسة لا يوجد عدو دائم او صديق مقرب ، نحتاج معرفة الموقف الروسي والصيني من القضية الفلسطينية ، وخاصة أن الخارجية الصينية ابلغت الخارجية الامريكية ان يكون لها دور مسؤول في الحرب بين حماس واسرائيل ، وتحت كلمة " مسؤول " نضع الف خط ، فالخارجية الصينية قد ابلغت اسرائيل بأنها تتصرف خارج حدود الدفاع عن النفس ، ويجب عليها التوقف عن العقاب الجماعي ، أما روسيا فنعلم كرهها لأمريكا ودعمها لكل المصالح التي ستقف ضد أمريكا .
- من المضحك قول أحد اعضاء الكنيست الصهيوني بأن يتم تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن ، أو إلى قبرص واليابان وإسبانيا ،
نسي هذا المعتوه بأن هؤلاء فلسطين موطنهم ، وهم المستوطنون ، وهم الوافدون ، فأي افتراء يتشدق به هؤلاء الصهاينة .
- اين المحاكم الدولية تجاه ما يقترفه الصهاينة من انتهاكات تجاه الاطفال والنساء وكبار السن في غزة ، التي تشهد ابادة جماعية ، وجرائم حرب فمن ينصرهم ؟
اللهم انصر إخواننا المجاهدين فى فلسطين ، اللهم سدد رميهم ، واشفى مصابهم ، وارحم شهدائهم ، وانتقم أشد انتقام من أعدائهم أعداء الدين ، واجعل النصر حليفهم ، واشف صدور قوم مؤمنين ، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين فى كل مكان اللهم امين ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم صلي وسلم وبارك علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .