شارك وفد من المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو” برئاسة امينها العام الدكتور صالح بن حمد التويجري يوم ٩ ديسمبر ٢٠٢٣ في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب ٢٨) ــ المنطقة الزرقاء ــ بدولة الأمارات العربية المتحدة.
وشاركت المنظمة في المؤتمر بورقتي عمل الأولى بعنوان “الكوارث البيئية في الوطن العربي” قدمها أ. حسن الأديب مساعد المشرف على المركز العربي للاستعداد للكوارث في المنظمة؛ والثانية بعنوان “مبادرة آركو ودور الجمعيات الوطنية والشركاء في الاصحاح البيئي واستثمار النفايات ” وقدمتها م. رانية حمدان مشرفة قطاع الشرق الأوسط في المركز وعرض فيلم عن مبادرة المنظمة ومشاركة الجمعيات الوطنية في تفعيلها؛ وعرض عن دور الجمعيات الوطنية في الاصحاح البيئي.
وأوضح الأديب أن المركز العربي للاستعداد للكوارث يواصل جهوده في الإسهام في الحد من آُثار الكوارث وتداعياتها؛ والاسهام في بناء قدرات الجمعيات الوطنية العربية للاستعداد للكوارث والتعامل معها؛ وأستعرض الكوارث البيئية في الوطن العربي خلال الفترة من عام 2010 حتى 2023؛ وبيّن أن الدول العربية تواجه العديد من التحديات البيئية منها نقص المياه؛ التصحر؛ تلوث الهواء؛ انبعاثات الغازات الدفيئة؛ الكوارث الطبيعية وفقدان التنوع الكائن مما يفضي إلى كوارث طبيعية؛ مضيفاً شهدت بعض الدول العربية على مر العصور العديد من الكوارث الطبيعية المتعلقة بالمناخ؛ وتأثرت بمجموعة متنوعة من الظواهر الجوية المناخية منها الجفاف؛ العواصف الرملية؛ الفيضانات؛ حرائق الغابات؛ ارتفاع درجات الحرارة والعواصف والأعاصير؛ ونجمت عن هذه الكوارث في بعض دول المنطقة خلال الفترة من 2010 وحتى 2023 96436 حالة وفاة و34389 حالة اصابة و92926409 متضرر بنسبة 22 % من عدد السكان.
وأكد أهمية التنبؤ بالكوارث الطبيعية للحفاظ على السلامة البشرية والبنية التحتية والبيئة والاقتصاد وتعزيز التعاون الإقليمي؛ لافتاً إلى أن هناك عدة إجراءات يمكن اتباعها للتنبؤ بالكوارث الطبيعية بشكل فعّال منها مراقبة البيانات والمعلومات؛ اصدار التحذيرات؛ تحليل البيانات؛ تعزيز الوعي العام؛ التعاون والتنسيق؛ التقييم والتحسين المستمر؛ التخطيط للاستجابة؛ مشيراً إلى أن هناك عدة اجراءات يمكن أن تتخذها السلطات المحلية للاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية والاستجابة لها منها إنشاء خطط طوارئ؛ تقييم المخاطر؛ إصدار التحذيرات المبكرة؛ تدريب وتجهيز فرق الإغاثة؛ إجلاء وإيواء السكان؛ تنظيم الإعلام والاتصال؛ إعداد الموارد؛ التعاون مع الجهات الأخرى؛ تقييم ما بعد الكارثة؛ تعزيز الوعي الجماهيري بأهمية التصدي للكارثة.
وأوصى في ختام ورقته بضرورة استثمار التقنية والمعلومات في التعامل مع الكوارث؛ والعمل على رفع قدرات العاملين في مجال إدارة الكوارث خصوصا في برامج الاتصال ونظم الإنذار المبكر؛ والتنسيق بين الجهات الحكومية بما فيها أجهزة الحماية المدنية وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية في الاستجابة للكوارث وتفعيل الخطة الوطنية للتعامل مع الكوارث بشكل فعّال؛ وتوعية المجتمعات العربية وتعريف أفرادها بالكوارث المحتملة وبكل التدابير الوقائية الممكنة؛ والإلمام بالتجارب العالمية للكوارث والاستفادة من إجراءات الاستجابة الفعّالة للدول؛ إضافة لحث مراكز الأبحاث والدراسات ومراكز الرصد الجوية على إجراء المزيد من البحوث عن حالة الكوارث الطبيعية في العالم العربي والرفع بالتوصيات للجهات ذات العلاقة.
من جهتها استعرضت السيدة حمدان “مبادرة التوعية البيئية واستثمار إدارة النفايات” التي أطلقتها الأمانة العامة للمنظمة بهدف نشر الوعي حول أهمية استبدال العادات المضرة بالبيئة إلى عادات صديقة لها؛ وخدمة الاصحاح البيئي من خلال إدارة النفايات للاستفادة منها بدلاً من أن تكون عبئا على البيئة؛ مشيرة إلى أن هذه المبادرة هي مشروع مستدام واستثمار اجتماعي تساهم الجمعية الوطنية من خلاله في رفع الوعي البيئي وتحقيق مردود مادي لا يستهان به؛ لافتة إلى أن المنظمة تنسق مع جميع الجمعيات الوطنية العربية لتفعيل خطوات هذه المبادرة وتطبيقها بما يتناسب مع امكانياتها وبرامجها؛ كما تحدثت السيدة حمدان عن دور الجمعيات الوطنية في تحقيق الاصحاح البيئي؛ وأتاحت الفرصة لأحد الشركاء الفاعلين في الوطن العربية “المؤسسة الشبابية شبكة الأصوات الخضراء للشباب العربي”، والتي تضم العديد من الشباب المبادر لحل مشكلات التغيّر المناخي وتعزيز العمل في تدوير النفايات من أجل الاستفادة منها صحياً ومادياً بدلاً من أن تكون مضرة بالبيئة.
يذكر أن مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ “كوب 28” انطلق في الأمارات العربية المتحدة يوم 30 نوفمبر 2023 ويستمر حتى 12 ديسمبر 2023؛ ويعد أكبر حدث مناخي عالمي شارك فيه نحو 500 ألف مشارك، بواقع أكثر من 97 ألف مشارك في المنطقة الزرقاء، و400 ألف في المنطقة الخضراء، بمن فيهم وزراء وممثلون من المنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص، والشعوب الأصلية، والشباب.