في مجتمعاتنا العربية بإمكانك أن تنام وتستيقظ لتجد نفسك مشهور دون أدنى تعب ولا محتوى جميل أو هادف أو فن راقي تقدمه
كل ماعليك فعله أن تكون تافه وتافه جدًا لتجد ملايين من القُطعان تتبعك وتحتذي بك
كل ماعليك أن تتخلى عن قيمك ومبادئك وأن تتجاوز أكثر لتكون بلا خصوصية لتنهال عليك العروض والإعلانات وتتصدر المشهد .
وقد يحولك البعض إلى إسطورة وتصدق أنت ذلك.
إن السؤال الذي يفرض نفسه هو
إلى أين يسير بِنَا الحال !؟
ومن المسؤول عن كبح هذه الموجة التي ستجرف مستقبل الأجيال.
أنا لست ضد الإعلام الجديد بل معه وأدرك الضرورة الحتمية له ولكن مع الحد من ما نراه من حمقى تتبناهم محطات تلفزيونية وإذاعات مهمة ويحظون بتقدير كبير لم يحظى بربعه من أثروا المكتبة العربية بالعلم والأدب وساهموا في التنمية ومن علموا الأجيال وحتى من نجوم الكرة والتلفزيون الذين قدموا لوطنهم الكثير والجليل لم ينالوا اهتمام كما ينال هؤلاء.
والسؤال الأهم لماذا يحظون بكل هذا الصخب والاهتمام؟
ماذا قدم هؤلاء لمجتماعتنا ؟ وماذا استفاد منهم الوطن تحديداً؟
الإجابة التي سيجمع عليها الجميع هي وبلا شك لا شيء .
إذن نحن أمام مُشكلة كبيرة قد لا ندرك خطرها الآن رغم مايتضح لنا منها ولكن حتماً سنجينها في الأجيال القادمة تربويا وأخلاقيا واجتماعيا
إننا ولله الحمد مجتمع مُحافظ نشأ وتربى على القيم والمبادئ ولا تستهوي نفوسنا بشاعة ما نراه اليوم من تفاهة وسخف وتهريج مقزز بل ووصل الأمر بالبعض لتصوير أدق الخصوصيات من الملابس وغرف النوم
إن الكارثة في اعتياد العين على هذه التصرفات لتصبح شيئا فشيئا أمر مألوف وفِي تقليد الجيل لهم باعتبارهم قدوة وتصرفاتهم طبيعية لا تمس منظومة القيم والعادات الاجتماعية السامية بشيء ، إن ما أرجوه حقاً أن نعي ونوعي من نستطيع ممن حولنا لعلنا نتدارك مانستطيع.