أعلنت الأمانة العامة للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم تقدم المملكة العربية السعودية بطلب استضافة الدورة الـ15 للمؤتمر العام للإيسيسكو عام 2025، الذي يعد الهيئة التشريعية العليا في المنظمة، إضافة إلى تقديم 200 منحة دراسية في الجامعات السعودية للطلاب المتفوقين من دول العالم الإسلامي، ابتداءً من العام الدراسي المقبل.
جاء ذلك خلال أعمال الدورة الـ 44 لاجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” الذي استضافته المملكة ممثلةً باللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، واختُتمت أعماله أمس في محافظة جدة.
ونُظم بمناسبة استضافة أعمال الدورة حفل ترحيبي أقيم في منطقة جدة التاريخية المسجلة في قائمة التراث العالمي، شهد حضور صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي محافظ جدة.
وخلال الحفل ألقى الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم أحمد بن عبدالعزيز البليهد، كلمة المملكة الترحيبية، أكد فيها عمق اهتمام المملكة بإثراء المجالات التربوية والمعرفية دولياً وعلى قدر اهتمام القيادة الرشيدة بتعزيز أعمال منظمة الإيسيسكو.
وشهد الحضور خلال الحفل، تجربة ثقافية متكاملة كان من أهم عناصرها عرض “قوافل” الأدائي، الذي أبرز الجماليات الثقافية الكامنة في دروب الحج التاريخية التي تلتقي في مكة، حيث سلط العرض الضوء على دور الحرمين الشريفين في احتضان وتعزيز أكبر وأقدم ظاهرة للتبادل الثقافي والإثراء المعرفي والإنساني في التاريخ.
كما تضمّن الأداء عرضاً بالإبل، تماهياً مع إعلان وزارة الثقافة عن عام الإبل 2024 تقديراً للأهمية الثقافية والأثرية لقيمة الإبل في حياة أبناء المملكة منذ القِدم وحتى الآن، وتأكيداً على عمق رسوخها في الثقافتين العربية والإسلامية وعظم تأثيرها على تطور الإنسان ثقافياً واقتصادياً ومعرفياً عبر الحقب المتلاحقة التي حملت فيها قوافل الإبل – إلى جانب البضائع والسلع – القيم والمعارف والأفكار، وذلك لمنح المشاركين فكرة عن أهداف المملكة ممثلة بوزارة الثقافة من تسمية العام الثقافي 2024 بـ”عام الإبل”.
وجاءت استضافة أعمال المجلس التنفيذي للإيسيسكو بجهود من اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، انطلاقاً من الدعم الكبير والاهتمام البالغ الذي يلقاه قطاع الثقافة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، وبتوجيه ومتابعة صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقاقة رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقاقة والعلوم؛ وذلك لترسيخ دور المملكة المحوري في ريادة المناسبات الدولية وقيادة الحراك التنموي العلمي في العالم العربي والإسلامي.
وكان اجتماع المجلس قد استهل أعماله بجلسة افتتاحية، تحدث فيها المدير العام “للإيسيسكو” الدكتور سالم بن محمد المالك، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي في مصر رئيس المؤتمر العام للإيسيسكو الدكتور محمد أيمن عاشور، ورئيس المجلس التنفيذي للإيسيسكو الأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور دواس تيسير دواس، والأمين العام للجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم أحمد بن عبد العزيز البليهد، وعدد من السفراء وضيوف الشرف.
أعقبتها جلسات عمل الاجتماع، شهدت عروضاً قدمتها القطاعات والإدارات والمراكز المتخصصة بالإيسيسكو، حول البرامج والمشاريع المنفذة خلال العام الجاري، وخططها للعام المقبل. كما شهدت الجلسات مناقشات ومداخلات أعضاء المجلس بشأن الوثائق والخطط المقدمة من جانب الإدارة العامة للمنظمة.
وتضمنت أعمال المجلس اعتماد التقرير التنفيذي عن أنشطة الإيسيسكو لعام 2023، والتقارير المالية للمنظمة لعام 2022، ومشروع خطة عمل المنظمة والموازنة لعامي 2024-2025، وتقريراً عن مساهمات الدول الأعضاء لعام 2022، ومجموعة من الوثائق والمقترحات الإدارية والقانونية.
كما شهدت أعمال المجلس توقيع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم اتفاقية “البرنامج التنفيذي لدروب الحج إلى مكة المكرمة والمساجد التاريخية” مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة.
وتهدف الاتفاقية إلى إبراز الدور الحضاري للإسلام ومكانة الحرمين الشريفين كمركز للتلاقي الحضاري والسلم العالمي، ووضع التدابير اللازمة لحماية مواقع التراث الثقافي لدروب الحج نحو مكة المكرمة والمساجد التاريخية في الدول الأعضاء في المنظمة، إضافة إلى دعم عمليات الإحصاء والتوثيق وإدارة وتسجيل المواقع والعناصر المرتبطة بدروب الحج والمساجد التاريخية وإدراجها على قوائم التراث العالمي وقوائم التراث في العالم الإسلامي، إضافةً إلى دعم الصناعات الثقافية المرتبطة بالحج في دول العالم ومواكبتها وحمايتها.
كما تضمنت الأعمال، عرضًا تقديميًا من معهد الإدارة العامة السعودي حول مقترح هيكل تنظيمي جديد للإيسيسكو يتوافق مع الرؤية والتوجهات الإستراتيجية الجديدة للمنظمة، شمل استحداث قطاعات ومراكز جديدة.