ثمة أشياء مؤلمة تحدث بشكل يومي لمن حولنا نسمع عنها ولا نعيرها اهتماما عبارة عن أخطاء وتصرفات(فردية أو مؤسسية مستهترة بأرواح الناس) حتى باتت مفاجآتها المؤلمة محل أرق لنا جميعا
أزعجني اليوم اتصال أُخبرت من خلاله بتعرض صديق طفولتي وزميل دراستي للسقوط في حفرة بوسط طريق عام تسببت بها شركة تمديد كابلات أرضية
لم تلتزم بإجراءات ومعايير سلامة المارة
هرعت على الفور لطوارئ المستشفى الذي أسعف له لأجده قد تعرض لكسر مضاعف بإحدى قدميه ويحتاج لجراحة عاجلة تعبر به الى بر الأمان وليستعيد فقط قدرته على المشي في ظل استقرار حالته حينها
في موقف آخر دعاني لنفس التأمل ووقفة استنكار
حينما شاهدت الجار المسن يدفع كرسيا متحركا يجلس عليه ابنه المشلول باتجاه الحديقة كما يفعل كل يوم للترويح والتخفيف عنه حينما تعرض لحادث مروري في طريق عودته من إحدى سفرياته كان الأدهى والأمر من ذلك فقد أمه وزوجته وطفله وطفلته عائلته الكاملة قضت بمجزرة مرورية
بقي الأب المكلوم الذي لم يسقه القدر لتلك المجزرة ليعاني ويلات رعاية ابن ذا عاهة مستديمة لتزول آمال أب تعلقت بابنه تحول إلى عبء يتفطر له كل قلب .
تناول الجميع الحديث حول هذا الحادث وتعددت التفسيرات والتوقعات بأسبابه ذهب البعض إلى إنه كان مسرعا لتنقلب السيارة بمن فيها وترجمها البعض الآخر بنوم السائق وفقد السيطرة على سيارته وما بين شد وجذب وتحليلات لا طائل منها كانت الحقيقة المؤلمة بسبب مراهق متهور لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره أجرم بقطع إشارة توقف حمراء ليرتطم بسيارتهم نتيجتها كارثة عظيمة ومجزرة راح ضحيتها عائلة كاملة تمتد إلى جدتهم رحمهم الله ولطف بمن بقي جثة هامدة لاتحمل إلا الألم والحسرة ……!
بالله عليكم من يتحمل مثل هذه الأخطاء ؟
سواء في المستشفيات أو المؤسسات المسؤولة عن الصيانة أو الفردية والتي دائما ما يذهب بسببها أرواح بممتلكاتهم وممتلكات عامة
تحت ذريعة (القضاء والقدر) إيماننا بالقدر ثابت ولا إعتراض على أقدار الله لكن ومع كل ما توليه الدولة أيدها الله للحد من هكذا كوارث وتدمير وتصرفات لامسؤولة يبقى هنا الدور المنوط بالمواطن وليكن في المقام الأول الوعي ثم المجتمعات المؤسسية والعاملة للحفاظ على أرواحنا . وإلا ما زلنا في حاجة الى المزيد من العقوبات الأصرم والأردع والأقوى لقطع كل يد عابثة تسببت في إزهاق روح حتى تكون عبرة للغير
أكملت طريقي وأنا أتمتم متى نقضي على تلك الكوراث ؟
عدت لزيارة صديقي فالآن وقت الزيارة قد بدأ وعندما وصلت للمشفى وركنت سيارتي في المواقف المخصصة.
وشاهدت أكثر من سيارة أعرفها لأصدقاء حضروا لذات الغرض الذي حضرت من أجله: فرحت كثيرا فلم نعد نلتقي إلا في المناسبات.
في الصالة سقطت باقة الورد التي أحملها عندما شاهدت الوجوه وقد شاهت والأعين مغرورقة بالدموع صحت ما الذي حصل؛
إجابة مخنوقة
نجا من الحادث ليحتفه خطأ طبي .؟