أثبتت الأيام أن معايير الجمال تتغير بتغير الزمن، لأن ما نراه جميلا في عصرنا هذا، لم يكن مستحسن في الماضي.لان القبح سيشمل من كان يعمل به
وشاهدنا كيف صارت الشفاه الغليظة مرغوبة، والتي كانت تثير السخرية في الماضي، و لون البشرة السُمراء تنفق عليها الاموال،وغيرهم من المتغيرات الجماليه،
كان معاوية رضي الله عنه يقول : معروف زماننا مـنكر زمان قد مضن ومنكره معروف زمن لم يأت -
ولا يمكن أن نَفْصِل العمليات التجميلية ،التي تتكاثر في أيامنا هذه كتكاثر الفطر في البريّة عن المجتمع،
ولكن تظل سمات مشتركة، ومتفق عليها لمعايير الجمال، بين الثقافات والشعوب متوارثة ،فمعظمهن يتمتعن بقدرات داخليه فطرية انثوية، ونفسية ثابته وفريدة، من نوعها بحكم طبيعة جنسهن
وعلى عكس المظهر الخارجي، فقد خضع لتغييرات متباينة ومتتالية، لعدة اسباب ! فهناك من يقصد طبيب التجميل لمعالجة تشويه خلقي، أو بعد تعرضهم لحادث، ومنهم من يقصد طبيب التجميل تشبها بالمشاهير وتتبع الموضة فيتبعونها مثل اتباع آخر الصيحات( الترند ) في الملبس، وهؤلاء نجدهم غير راضين عن مظهرهم، ويعتقدوا أنه إذا أصلحوا شيئا في الخارج ،فإن ذلك سيملأ النقص الذي يعانوا منه، تناسوا ان عدم الرضا "داخليا وليس خارجيا"،
فكثيراً مااجد ارآء تسويقية، مغمورة بفيض من النصح المشوق، على إجراء هالعمليات التجميله ،من تصحيح للأنف ونفخ الخدود والشفاه، وتكبير الصدر ونحت الجسم،
وهذه النصائح المشفقة، تأتي مع إغراءات تتماشى مع الواقع المتحضر، وإنها تزيد الجمال،
وأمام كل هذه العروض، اقول لهم «لكني مقتنعه و أحب شكلي » يصمت البعض احتراما لرأيي، في حين يصمت آخرون ،وأشعر بنظراتهم شفقةً، عليّ من حالة الإنكار والرجعية التي أعيشها!
هنا لابد من التفريق بين الهوس، و الأمر الضروري والمستمر لتغيير أي شيء في الجسم، وتعديل أو تجميل الجسم، وان لايصل للهوس لعمليات التجميل، وهي حالة مرضية وانعكاس نفسي، لعدم رضاه عن شكله وقلة ثقته بنفسه، ويدخل دوامة لا تنتهي من إجراء جراحات تجميلية متعددة، وغالبا لا يجد النتيجة التي ترضيه كل مرة، لأنه يبحث من وجهة نظره عن الكمال، وهذا غير قابل للتحقق ،في الاخر هي قناعات داخلية،
والأهم ألا نكلف أنفسنا ما لا نطيق، ولا نقع ضحية في دائرة الإدمان، والجهل و الندم .