في صخب هذه الحياة، وفي ظل التطورات الهائلة والسريعة وأثناء مواكبتنا لما يحصل داخل هذا الكون، من منا لم يُعاني من ألم الفقد أو الفشل، أو الضغوط بكافة أشكالها إنّ كانت دراسية أم عمل أو حتى مشاكل عائلية ونظرة المجتمع؟ جميعنا شعر بلحظةٍ من اللحظات بشللٍ ذهني ناتج من التفكير المفرط اتجاه ما يُحيط بنا عانينا وسنعاني في المستقبل، فكما خُلقنا في كبد أيضاً نستطيع التعامل مع هذه الدنيا بابتلاءاتها وصعوبتها وعثراتنا. إلى أين المفر من هذاالتفكير المفرط طبعالا مفر بل ارتطم بكل قوتك وتعامل مع (التفكير المفرط) وإيجاد حلول وعلاج المشكلة..
وكما نعرف أن التفكير عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية غير المرئية وغير الملموسة المختصّة بالدماغ، والتي يقوم فيها الدماغ عندما يتعرض لمثير ما يتم استقباله من أحد الحواس، أو أكثر من حاسة. إذاً إنه أمرٌ طبيعي يوحي بصحة عقولنا وإدراكنا للواقع. أما التفكير المفرط هو التفكير المستمر بجميع الأمور سواء الصغيرة أو الكبيرة مما يأخذ الشخص فيه وقتاً أكبر في التحليل والتفسير وإضاعة الوقت والفرص. حب نفسك فحب الذات هنا شيء جيد فعلينا أنّ نتقبل ذواتنا وأنّ نحضنها ونحتويها جيداًفالشلل الذهني والقلق الناتج من الإفراط بالتفكير يسبب لنا الأضرار ومنها التعب والإرهاق الدائم، وقلة النوم أو كثرته في بعض الأحيان كعلامة للهروب من الواقع، والتردد والخوف من أخذ القرارات، والتشتت، والاضطرابات النفسية كالعصبية المفرطة أو الصراخ والبكاء في لحظةٍ واحدة من إثر ما كبته الإنسان بداخله. وهناك اعراض آخرى تؤثر أيضاً على جسد الإنسان كالصداع، والغثيان، الدوخة، ضعف التركيز، صعوبة البلع، تسارع ضربات القلب..
لذلك من الأفضل أنّ تحرر نفسك من قيود هذا القلق وما يحمله من أضرار والبحث عن الأسباب التي تستدعي تفكيرك المُفرط وابتعد عن اللوم الشديد لنفس وجلدها.والحساسية اتجاه كلام المحيطين بك.وخوفك من التصريح بأرائك أو أفكارك ظناً أنها لن تلقى قبول الموجودين حولك. وتقبُلك أخطائك وعيوبك وخفف من الضغط الشديد الذي قد يفجرك في لحظةولا تعتمد على تجاربك السابقة أو الحكم المُسبق على الأمور دون تأنٍ لكي لا يتشكل لديك نظرة خاطئة تُعيق إقدامك على الخطوة التالية وتعيق تقدمنا وتزيد من تفكيرنا وقلقنا اتجاه الامور واصغ لصوت قلبك أجلس مع نفسك وتتعامل مع الأمر كأنه مشكلة تحاول التخلص منها وتحاول فهمها ومعرفة أسبابها وإيجاد الحلول المناسبة..
كذلك حب ذاتك وتقبلها وحضنها جيداً.وأعلن الحرب على ماضيك، الموجع وتعلم منه، واشغل نفسك في الوقت الذي تأخذه في التفكير والتشتت قم بالقراءة،او بالرياضة خفف من حدة العصبية بتغيير مكانك وحاول أن تبتسم . فالابتسامه تعيد برمجة الحالة العصبية والمشاعر على حد سواء بصورة تجعلنا نشعر بالارتياح كما أنها أيضاً تُحفز الدماغ على الإنجاز .لا تترد عن التصريح بمشاعرك وما بداخلك، لمن تثق به ولا تدفن أحزانك وهي حيّة، لست مجبراً على ذلك، بل عالجها اولا وخذ وقتك لتشافي والتعافي من جراحك وضمدها جيداً.و لا تكن لطيفاً أكثر من اللازم وتسعى لإرضاء الجميع على حساب نفسك وتتحمل تصرفاتهم المزعجة للحفاظ على علاقتك بهم بل فكر بكمية الأذى النفسيّ الذي تأخذه منهم كم ستحتاج من الوقت لتعافي وكما يُقال: (راحتك مغنم )..
يستغل الآخرون طيبة قلبك ويطلبون منك أعمال تقوم بها رغم معرفتهم بانشغالك وضروفك فتعلم قول كلمة (لا) بدون حياء، تحميك عن ما لا طاقة لك به. وحافظ على ديمومتك الجسدية مثل لعب الرياضة اليومية، والفكرية وذلك بالخروج من تلك الأماكن المملة لتخرجك من اليأس والإحباط وتعلم كيف تتخذ القرارات، ولا تخشى من مواجهة ذاتك، ضعها بالمقدمة، فكثرة المواقف ستخفف من رهبة المواجهة. وركز على أهدافك وأن تكون واضحة، وواقعية، فكر بإيجابية، ولا توقع الأسوأ لكي لا تشعر بالفشل مُسبقاً،واستغل وقتك بلعمل بدلاً من إضاعته. وحافظ على سلامة بيئتك واختر من يشجعونك دائماً، يصححون عثراتك ويساعدونك في تخطي ما تقلق منه. ومن هم أفضل منك وأكثر إقبالاً على الحياة..