(الفصل الاول ) في البيت
كنت امني النفس بالراحة المطلقة بعد التقاعد
حيث امضيت اكثر من ثلاثة عقود بالعمل الميداني فيها ما فيها من تعب وألم وسعادة تارة وحزن تارة اخرى لذلك أعددت متكئا هنا واخر هناك ما بين اركان منزلي وحديقتي المتواضعة
أخلد اليها في اوقات متفرقة ومجدولة بشكل منظم من اليوم فالصباح مثلا اتناول قهوتي وأفطاري بالحديقة مستمتعا بأصوات العصافير يداعبه صوت فيروز بأغنيها الصباحية
ما قبل الظهيرة أعود لمكتبي المخصص للقراءة لمدة كم ساعة تقريبا
ثم الخروج للصالة والاستمتاع بقية اليوم ومتابعة التلفاز ما بين أفلام ومسلسلات وبرامج سياسية
وثقافية وغيرها : مع قليلًا من الاسترخاء ،
ياتي الغداء بعد عودة الابناء وهو الاجتماع الوحيد للعائلة بشكل يومي .
المساء يمضي سريعاً مابين كر وفر ومناقرة تنتهي دائما بانتصار الطرف الاخر بعدها الى النوم وهكذا دواليك . تمر الأيام ولا جديد
السنة الأولي والثانية انتهت
وبدات نواقيس الخطر تدق من كل إتجاه منذرة بالعديد من المشاكل وبعد زيارة المستوصفات والعيادات وصرف الأدوية ظهرت اعراضها ما بين صحية ونفسية وقياسات مرتفعة ومنخفضة وسمنة وترهل جسماني فاضح .
يتبعه صياح مع كل شاردة وواردة بعدم الرضى بوضعي الروتيني والمطالبة المستمرة من الاهل بايجاد حلول والا …… '
لهذا قررت التغيير .
الممشى
( الفصل الثاني ) تغيير القناعات !
تحدي النفس والهوى بعدما اخبرني الاطباء ان الرياضة هي الحل '
هاتفت احد أصدقائي واخبرته بما انا فيه فقال لعلنا نلتقي ونتفاهم وستجد المتعة والراحة النفسية
والبدنية
بعد اللقاء نصحني بنقاط مهمة منها ادخالي في قروب مشاة والاشتراك في نادي رياضي وصحي
والقبول بالتحديات مع المشاة في المسافات الطويلة منها والقصيرة
انضممت للقروب و سرعان ما تأقلمت معهم وناسيني ما يطرح فيه من آراء ونقاشات في مختلف المجالات خاصة وأن القروب يضم نخبة كبيرة من الجنسين. البعض منهم على مستوى عالي من الدرجات العلمية والأدبية .
في احدى الليالي تم الاعلان عن إلقاء محاضرة لاخصائية اجتماعية ومستشارة اسرية وهي عضوة ومشرفة في القروب شاهدت لايكات الاعجاب من الأعضاء فقررت الاستماع لها
شدني كثيراً ما تناولته عبر حديثها لعدة جوانب اسرية كنت بحاجة لها وكأني اسمعها أول مرة
فقمت بإرسال رسالة خاصة على هاتفها الخاص
لاخذ بعض الاستشارات الخاصة
رحبت بي بطريقة راقية وكلمات احدثت تحولا في حياتي
وفعلاً بدأت ارسل لها واستفيد مما ترسله لي باستمرارية
لاول مرة تتم دعوتي لمشاركة اعضاء القروب في بعض الإعمال الخيرية المهتمة بالانشطة الاجتماعية والثقافية بالمحافظة ايام العطل الرسمية و الصيفية ،
وهي ذات المرة الاولى التى التقي بالمشرفة وجهاً لوجه حيث اختارتني ضمن مجموعتها الخامسة
كانت تتحدث عن سير عمل المجموعة والخطط والاقتراحات لبرنامجها وصوتها وتعبير وجهها تحرك أشياء في داخلي لا اعلم سبباً لذلك !
الممشى
(الفصل الثالث ) مقهى العشاق
بعد الانتهاء من المهام التى اوكلت لنا
فازت مجموعتنا بالمركز الاول وكان الفضل لها في ذلك إتقاناً وخفة دم وظل مع الكل على الفور طلبت منها الاحتفاء بهكذا مناسبة حتى لو جلسة مختصرة لمناقشة بعض المواضيع المتعلقة بحياتي قبل وبعد التقاعد وكيف اصحبت مهمشاً اعيش في عزلة رغم ووجود اهلي معي
اعتذرت من أعضاء المجموعة بلطف وانطلقنا لاقرب مكان ،
طلبت مشروباً لا اعرف اسمه وطلبت نوعا من القهوة
قامت بمناداة النادل وطلبت منه تغيير قهوتي لنفس النوع الذي معها وقالت من هنا يجب ان نبدأ التغيير
في انماط حياتك وشخصيتك فالاعتناء بنفسك داخليا وخارجيا ً ولابد أن نلتقي كثيراً حتى اصل الى هدفي يجعلك محباً للحياة مفعماً بكل ما فيها تقبل التحدي : قلت قبلت
كانت تتحدث وتتحدد الخطوات والنقاط ومنها كسر الروتين اليومي والابتعاد عن كلمة عيب انا متقاعد وهذا ينفع لي وهذا لا ينفع
سالتها اولا : عفوا ما اسم هذا المشروب ابتسمت وقالت ( ( اسبنش اتيليه لافي )) واردفت من هنا البداية ضحكنا وخرجنا بعدما عرضت عليه قائمة بأسماء الامكان التى نلتقي فيها من مطاعم وبوفيهات وغيرها
همست لي ونحن على باب المقهى في داخلك طفل لا تقتله بذرائع واهية اطلقه ليرى العالم عشاً طفلا ومرهفاً وسترى الفرق
يوماً بعد يوم
احسست بالتغيرات السريعة في تصرفاتي وتحركاتي .
حيث اسود الشعر وعاد موسى الحلاقة يلامس بشرة ذقني اسبوعاً بعد اخر وزائد الاهتمام بأناقة الملبس والعناية في اختيار العطور وماركاتها ووضع بعض المرطبات للوقاية من اشعة الشمس وكاب وساعة الكترونية و و و و بالإضافة للراحة النفسية والجسدية ونشاط الشباب
هذه الانسانة اعادت لي الحياة فهي لطيفه الطباع كريمة الخلق تتحدث بعفوية الانثى ورقتها ورسمنة المسئول تبحر معها بصفاء الطفل وقلب المراهق وعقل الحكيم ؛ أعادتني للخيال للشعر قراءة واحساساً وكتابة : اعادتني اشتياقاً لسماع
(صوتك يناديني) ل ( اغداً ألقاك) ل ( مستنياك) ل
( انا بعشقك) ل ( عطني المحبة ) ل ( تصافينا)
اعادت لي اشراقة شمس في يومًا ماطر
وانته تعانق الفرح المخملي تأتي الكلمات الخناقة المدمرة من خلف الأسوار
تراك صرت مضحكه /خلاص استحي
صدقت نفسك / ايش خليت للمراهقين / شيبان اخر زمن ؛ فضحتنا…..
المشى
(الفصل الأخير )
مقهى العشاق (٢)
هنا قررت أن أتخذ اهم قرار في عمري والاستمتاع لنداء كل ما بي داخلي قلبي احساسي عقلي
تناولت هاتفي واتصلت وبلا تردد ( افنان )
هل تقبلين بى شريكًا فيما تبقى من العمر ؛
لحظة صمت وبصوت مبحوح نلتقي س الثامنة بالمقهى ونتحدث ! تم انطلقت مسرعاً توقفت فجأة امام محل الورود بسرعة لو سمحت اجمل باقة واكتب عليها ( انتِ عمري )
وصلت قبلها بدقائق حضرت كان سؤالها ماذا طلبت :
أجبت ((تشيز كيك التوت + قهوة الاسبرسو ))
ضحكت وقالت هنا أنتهت مهمتي الآن أقدر اقول لك إنك نجحت بكل جدارة ساد الصمت وبصوت مخنوق ماذا يعني هذا ؟
يعني من هنا بدانا مرحلة التغيير وهنا وصلت لما انته فيه الان
ارجع الى بيتك واخرج اجمل ما في صدورهم كما تعلمت مني ؛ وعيشوا الحياة انت قادر على إحداث ما قمت انا به معك اشرك من أفنت عمرها لك أهدى لها بعض من الأشياء التى تحبها سافر معها انثر الحياة بين يديها اخرج ما بداخلها .
"اما انا "
اعتذر منك انا مرتبطة: لاتنسي غداً عندنا مهمة
بس انا بس انا بس انا
سقطت باقة الورد اخذت الورقة وكتبت
بودعك واودع الدنيا معك .
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
شايب مراهق
24/05/2024 في 7:07 م[3] رابط التعليق
بصراحة شدني القاك وتأليفك في القصه فعلا ابدعت
(0)
(0)
ابو فهد
25/05/2024 في 5:35 ص[3] رابط التعليق
اسلوب رائع ومشوق في الكتابة قصة جميلة والاجمل ال اسبنش اتيليه لافي
(0)
(0)
Alyahya
28/05/2024 في 12:51 ص[3] رابط التعليق
ابدعت
(0)
(0)
هادي مهدي
16/06/2024 في 9:19 م[3] رابط التعليق
كاتب رائع وأسلوب مشوق شكرا لك
(0)
(0)