قد نتعرض لمواقف وظروف تعكر علينا صفوة الحياة، وتؤلمنا حدّ الموت، وتجرح قلوبنا من شدة الألم الذي نعانيه، ونحاول الوقوف من جديد ولكننا نيأس ولا نستطيع فالجرح عميق وآثارة كبيرة: من المؤسف حقاً أن تبحث عن الصدق في عصر الخيانة، وتبحث عن الحب في قلوب جبانة. نتعرض للجرح من أقرب الناس إلى قلوبنا فتنكسر، ثم نبكي ونتوجّع ونتحسّر، فحجم الألم كبير، والجرح الذي صرخت منه قلوبنا بمقدار حبنا تعلقنا بهم، والجرح الذي تسببوا فيه يساوي مكانتهم، وفي الروح حزن يتسلل ليقتل كل لحظه أمل مسكينه قلوبنا فرحها أختار الممات لم يحتمل كل هذه الصدمات. لذا تعوَّد أن تخيط جروحك من الداخل بنفسك لا أحد يعرف حقيقة وجعك وشدته كما تعرفها أنت أيُّ يدٍ أُخرى تلمس جروحك ستوجعها أكثر. فأكثر الناس حقارة هو ذلك الذي يعطيك ظهره، وأنت في أمس الحاجة إلى قبضة يده. على ماذا تتحسر قلوبنا، على وقتنا الذي قضيناه في مداواة جراحهم، أم على دموعنا التي انسابت لحزنهم أم على تلك التي انهارت في ساعة فراقهم، أم ننحسر على قلوبنا المغفّلة التي تبعتهم وصدقتهم ..
الحب الحقيقي لا ينتهي إلا بموت صاحبه والحبّ الكاذب يموت عندما يحيا صاحبه. واقعنا يقول أن أكثرمن يهدون الجروح مجروحين فما أقساه من واقع! كلّ خائن يختلق لنفسه ألف عذر وعذر ليقنع نفسه بأنه فعل الصواب. الحب الصادق كالقمر عندما يكون بدراً، وكالزهرة الجميلة والوفاء هي قطرات الندى عليها، ولو كانت كل قصة حب تنتهي بالخيانة لأصبح كل الناس مثل بعضها. وحين تفكر في الانتقام من أشخاص جلست وضحكت واكلت وشربت وعشت فترة معهم أنت وصلت لمرحلة الضعف وليس القوة، وسوف يأتي اليوم الذي تلتفت فلا تجد أحداً حولك، فحين تكتشف مدى الكذب والخداع سايرهم وحين يخلع لك قناعه الحقيقي، فلن تتأثر أنت ولكن هو من يشعر بغبائه. فالحب تضحية وصبر وتعب. إذا كنت تحب بصدق فتوكل على الله ولا تفقد الأمل، وإذا كنت كاذباً فارحل وتحدث وقل هذا (القضاء والقدر.) حتى لا تحطم القلب وتنزع الحياة من أحشاء الروح. اما إذا كنت تحب بصدق فلا تتخاذل؛لأنّ التخاذل هو الخيانة ولكن بحروف مختلفة. قمة الجرح أن تغمض عينيك على حلم جميل وتستيقظ على وهم مؤلم، أن ترى الأشياء حولك تتلوث وتتألم بصمت، أنت تقف عاجزاً عن الإحساس بشعور جميل يتضخم به قلب أحدهم بتجاهك ..
فعندما تكتشف أن مشاغل الحياة قد غيبتك عن ذكرياتك وتمر عليك لحظة تتمنى التخلص منها فالحب الجميل الصادق تبقى ذكراه إلى الأبد، والحب الكاذب ينتهي إلى آخر نقطة ولو كان في قلبك ذرة واحدة من الحب فتأكد أن آخر ما تفكر فيه هو الإبتعاد وأشد الأمور جرحاً عندما تجلس مع نفسك فلا تجدها، ويتغير الذين من حولك فجأة وبلا مقدمات هذا يؤهلك نفسياً أن تتقبل الأمر، وتجعلك تطرح على نفسك أسئله لا تملك القدرة في الإجابة عليها ، وهذا أكثر إيلاما الجروحك وتأكد أن الكراهية لا تقتل سوى قلب صاحبها. فجرح المشاعر من الصعب جداً مدواتها ببساطة، لأن الجروح تترك ندوب يصعب إزالتها. أصعب شي في الدنيا أن تجلس مع نفسك فلا تجدها. فتبكي فماعليك إلا أن تنسى فالنسيان نعمة، خسارة دمعتك تنزل على من لا يراعيها. وحاول ترميم شروخ قلبك أصبحتُ المشاعر بلا ثمن. علمتني الإخلاص، ونسيت أن تخلص لي، علمتني الوفاء ونسيت أن تفي لمحبوبتك، علمتني أحلى شيء وهو الحب، ونسيت كيف توصل هذا الحب، ليس كل من يعرف معنى الحب يجده وليس كل من يجده يستحقه. أشد الأمور جرحاً أن تخسر أشياء لم يكن في حسبانك خسرانها، أن تفتح عينيك يوماً على واقع لا تريده، أن تحصي عدد انتكاساتك فيعجزك العد، وأن تنادي بصوت مرتفع فلا يصل صوتك، هناك أشياء تحتاج إليها باسم الحب، لكن أحذر ان تغيير مبادئك لتساير الحياة ..