في سورة البقرة كنوز لا تقضى فوائدها، منها ما ذكره الله تعالى في وصف خير أيام الدنيا وما بعدها، فسمى عشر ذي الحجة ب" أيام معلومات" ويوم النحر وثلاثة أيام بعده ب " أيام معدودات" .
وها قد انقضت المعلومات واجتهد العبد غير الحاج فيها بجميل البذل والتقرب، فماذا عن المعدودات؟
في الأثر أحاديث كثيرة تدل على الحث على ملأ يومنا هذا وهو يوم القر -أي الاستقرار بمنى- وأيام التشريق كلها ، وهذا للحاج وغير الحاج فيحرص على ما يلي :
*الاستمرار في الإكثار من التكبير والتهليل في كل وقت وخاصة بعد الصلوات الخمس .
*الإكثار من الاستغفار والدعاء ففيها دعاء لا يرد فادع الله ملحا بعد أن وفقك لصيام وذبح وخيرات أن يكرمك بتحقيق رجائك.
*الإكثار بدعاء محدد ورد في سورة البقرة وهو " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " .
*أن يذكر الله عند الطعام والشراب ويجتهد في العبادة والذكر بعد الفراغ من كل عمل تعبدي أو أي عمل مباح، فالرسول الكريم عليه السلام وجه أنها أيام أكل وشرب ولا صيام فيها ومن ثم شكر وذكر ، فيجتمع نعيم البدن ونعيم القلب بالذكر والشكر فهكذا تتم النعمة.
إذن أحبتي أيام التشريق إكمال لبقاء العبد في محراب التودد للخالق، وتتمة لإظهار التبجيل والإكبار للمولى ، وشغل للسان والقلب والبدن بمناجاة الله والإلحاح في الدعاء.
الغرض أن تحقق خيرية هذه الأيام ولياليها بكل ما يقربك لله، فإن كنت غافلا في سائر العام فلتملأ الآن الفضاء بتكبير واستغفار ولتستشعر معية الله في كل وقت وابذل حبك له وخضوعك استغفارا وتكبيرا ودعاء.
مهلة إضافية لقضاء حاجتك ومنحة كريمة إلهية لتتويج جميل فعلك في التسع المعلومات.
فاستثمر المنحة وانهمر .