كلُّ الذين حضروا إلى مسرحِ ليلةِ العرسِ الفاتنةِ احتفوا بالقصائدِ متوشحاتٍ بأجملِ زينتها ، كلما نظر السابحون في بحرِ الجمالِ في وجهِ قصيدةٍ قالوا هذه هي عروسُ العرسِ البديع ، تأتي قصيدةٌ أخرى فإذا هي تطلُّ بوجهٍ جميلٍ آخر ، ما سرُّ هذا الخميس الذي جاء في موكبٍ يحملُ على مقطوراتِه العرائسَ الحسان ، وماسرُّ هذا الليل الأنيق الذي جاء فيه العاشقون وهم يحملون الأعلامَ الخضراء مرفرفةً كي يلوّحوا لعرسِ الوطن ، تألقتِ القصائدُ مساءَ الخميس حتى تناثرتْ حروفُها وتراقصتْ طربًا في عرسِ الوطن .
خميسٌ مختلفٌ ونادٍ استثنائي ، وشعراءُ تضوعوا عطرًا بفعلِ أريجِ قصائدهم .
ما أروعَ الشعر حين ينبتُ كأغصانِ الفلِّ ثم تبيضُّ أطرافُ الأغصانِ لتكون فلًّا يعطرُ المساءات !
وما أروعَ الشعر حين يأتي من كل الجهاتِ كي تضمُّه آنيةٌ واحدة ، تتشكلُ الآنيةُ لتكونَ أسطورةَ المكانِ الذي وُضعتْ عليه ورمزَ خلوده .
هكذا جاء الشعراءُ إلى نادي جازان الأدبي في مهرجان القصيدةِ الوطنيةِ السابعِ وقد تزيَّا كلُّ واحدٍ منهم بتاجِ الشعرِ من أجلِ هذا التاجِ الكبيرِ الذي يشرفنا وهو الوطن.