يسعى الإنسان لإصلاح نفسه وتطويرها بالرغم من صعوبة المهمة، فأول ما يلزم الفرد هو امتلاك قدرة حقيقية وشجاعة قوية تسمح له بالاعتراف بعيوب نفسه ومساوئها، وهذه أولى خطوات إصلاح الذات وتطويرها دائما ما نعتقد أن ذلك السلام الداخلي سيكون في نهاية ذلك العمر وقد شاب ذلك الوجه، نبحث عنه طويلا في رحلة الحياة، ونقول لربما سنجده في المال وربما بتلك العائلة التي قد حلمنا يوما أن ننشأها أو لربما ذلك المنصب الذي سعينا له سنينا او سيكون في تلك العزلة مع النفس بعيدا عن البشر فيعيد ذلك الشريط من الحياة ليتذكر تلك الأحداث من العمر لنصل إلى السلام الذي قضينا سنوات نبحث عنه والنهائية تجد نفسك تجلس وحيدا واعتزلت العالم ..
فنحن جميعنا نبحث عن ذلك السلام الداخلي في محيط العائله والمجتمع نبحث عنه في وجوه الناس لعلنا نراه فيهم بنهاية جميلة بسلام داخلي مع أنفسنا متسامحين معها ومع الاخرين فلم نولد من أجل أن نخوض معاركا ولدنا لنحيا بسلام وهي الصفة المشتركة بين البشر جميعا فالإنسان ولد بالفطرة وقد يتلوث بعوامل نفسية فالباحثون عن السلام هم أكثر الناس دفاعامن أجل قيمهم ومبادئهم وأحيانا من أجل الأخرين فسلامهم الداخلي ينبع من تلك القيم والمبادئ التي حملوها معهم فكل يوم بحياتنا هي عبارة خوض لمعارك من أجل لقمة العيش وحياة أفضل فهذه ألاحداث تجعلنا بعيدين عن كلمة السلام كلما زادت المعاناة تلاشى السلام الداخلي فيصبح حلما بعيدا نتمناه في نهاية المطاف من تلك الحياة..
كلمة السلام عند البعض أصبحت معقدة لا يوجد لها تفسير وأصبحت كحلم بعيد يصعب عليك تحقيقه واصبحت كلمة بلا طعم ولا لون لا نستطيع حتى تخيلها فيزداد بؤسنا وإحباطنا. هي موجودة في الكتب نقرأها ونحلم أن نحققها يوما. وقد تجمعك الأقدار مع من تحب فيمنحونك ذلك السلام فمجرد لقائهم أو الحديث معهم ستشعر بذلك وقد ترى قلقهم عليك فيقولوا لك نحن معك نقف بجانبك بكل أحوالك ويمسحون غبار تلك المشاكل التي خضتها فتشعر بدفء قلوبهم، وكذلك بالأمان وانت بجانبهم وتستشعر بالسلام الداخلي ابحثوا عمن يمنحكم ذلك السلام فهو شعور يلازمكم مدى الحياة كن حاضرا في رحلة حياتك لتكتشف كيانك الداخلي ولكي تجد لنفسك محطات للراحه..