شقيقُك الحبيب..
ذكرياتُ الطفولة وحنينُ الذكريات..
سندُ الأخوّةِ وروعةُ السند..
أختكِ الحنون..
هديةُ السماء و سماءُ الحنين
نسمةُ الربيع وربيعُ الأوقات..
بئرُ الأسرار.. وسرُ الحبور.
إن قاطعتَهما فمن تصل ؟
وإن وصلتَهما فمن تحتاج؟
أسبابُ الخلاف بين أطياف البشر على شاكلة :( قال.. عمل.. صنع..)
لا تنطبق على صلتكَ بإخوتك.
النفس الأمارة بالسوء حققت إنجازا بالإيعاز بالقتل للشقيق الأول في البشرية،
ليست حجةً أن نسيرَ على خطاه فنقطعَ حبلَ الأخوة- حبلٌ بديع متين-
كما لو صُنعَ من صلب،
وحريريّ كخيطٍ دودة القز .
إن كان قلبي قصرا وحِصنا،
فأخي جدارُ الحصن وحمايته..
وأختي حديقة القصر وورودها..
و وصلُهما والأنسُ بهما هواء يملأ القصرَ وحصنه،
وإلا آلتِ الحياةُ إلى اختناق.
قد تأتي عناصر دخيلة على هذا الحبل المتين فتضعفه وتأكل فيه كما تأكل النار في الهشيم أمثال:
زوجة لا ترى سوى الأنا هدفا، طمع ينحر شريان الود، إهمال وتهاون في وصل ذوي ذات الدم بحجة الانشغال .
وتطّلع فتجد الأخ المشغول إدعاءً جالسا في محراب زوجته المدللة متعبدا، وتجد الأخت المدعية إنهاكا تواصل البعيد وتترك القريب.
حججٌ واهية، قلوب حاسدة، هذرٌ من قيل وقال، غنج الزوجات الفاتنات الحاقدات، قسوة الأبناء الذين يقطعون آباءهم عن اخوتهم إما بسوء معاملة أو بأنانية وانعدام ألفة، فيتملكون الأب أو الأم بحجة الملكية ويدفعونهما رويدا رويدا نحو هجران أخواتهم وترك مجالستهم.
جلّ مشاكل القطيعة بين الإخوة تأتي من الأنا أو من سيطرة زوجة أخ أو زوج أخت، ينخر كالسوس في قصب الأخوة القوي حتى يحيله رمادا ولتحقيق ذلك أساليب يتقنها من يفتقرون لاحترام معنى الرحم ومن ملأ قلوبهم أو قلوبهن طمع أو مرض من حسد أو حقد أو أنانية أو كبر أو عقد نفسية متأصلة من نقص فيظل ينفث شرا وينفخ سما من إذلال أو سوء تعامل بل وافتقار لأبسط معايير الآداب العامة واللياقة في الاستقبال أو التعاطي والأخت المغلوبة تصبر والأخ المغلوب يصبر والطرف الآخر يستمتع بعروضه العجيبة راقصا على جثة الأخوة ورباط الرحم، بل ويمثلون في تلك الجثة كمجرمي حرب.
سؤال يداعب خلاياي: من يمارس هذا الفحش ألا يراجع نفسه يوما في لحظة خوف من الله فيتراجع ويصلح؟
من يسيء الأدب ويتقصد الاستهتار ألا يأتي يوم فيتعب ويستقيل من هذا العمل البغيض!!!!
لكن لم كل هذا الاستغراب والجواب بسيط : فالنفوس ألوان عدة بين سواد وبياض ونقاء وخواء وصلاح وفساد، وأنى لفاسد ضمير أن يصلح ويعدّل .
ما يضيرك أن تعطر سمعك بصوت شقيقتك كل يوم ؟
ما أجمل أن تفرح قلبك وقلبها بزيارة كل أسبوع.
تخشى أن تُرمى بتهمة الخيانة العظمى لمقام سيدتك التي لا تطيق لك عائلة؟
وماذا عن غضب رب العالمين بتقصيرك في حق الرحم؟
وماذا عن حق الوالدين الراقدين تحت التراب ويوجعهم تباعدك عن اخوتك؟
وأنت يا جميلة تسقطين على أخوتك ما تعاملين به الغريب وتنسين أن لهم ألف حق وتدعين حقد زوج أو طمعه يقصيك عن حضن الإخوة.
الرسول عليه السلام كان وحيدا محروما من نعمة الأخوة لذا حين وجد أختا من رضاعة "شيماء بنت الحارث" في خضم غزوة عظيمة منهكة هي غزوة حنين، ترى هل انتظر إذن حبيبته وزوجته عائشة ليكرمها؟؟ بل بسط لها رداءه لتجلس وخصص لها قسما من مال ودمعت عيناه، إكراما وحنانا ولو كان له شقيقة أو شقيق لرأينا عجبا من ود وإيثار، هو الذي كان يكرم الطير في السماء فكيف بمن يجري ذات دمه في عروقه.
صلى عليه الله وسلم تسليما كثيرا.
صِلْ إخوتك..
رغم أنف الشمطاء المجاورة، صدقا ستتوجع حقدا لكن لن تموت.
صلي رحمك رغم أنف الحاقد المعقد طالما ليس له حق في إبعادكم ، قاربي وسددي وصلي بأي وسيلة حفاظا على زوجك ولكن لا تفرطي في سندك أيضا .
اضربوا بمن يريدون تفرقة بينكم وبين اخوتكم أيا من كانوا عرض كل الحوائط فالحياة قصيرة والفراق آتٍ لا محالة لا تعجله بقطيعة من أجل عيني زوجة حيزبون ولا لأجل إرضاء شيطان مريد أعلى مرامي وظيفته قطع صلتك بأخيك أو أختك.
تنبه ليتك تفقه وتدرك.
خذ شهيقًا
صل رحمك الآن ..
تبقى حيا،
إذ أن الرحم حياة،
كيف لا والحياة تبدأ ببيت من جدار رحم.