شقة من أرض، والماء يداعب أطرافها ولكنها ليست بهذه البساطة. ليست الورقة ثنائية الأبعاد المتناولة في كتبنا، فالقصة لها أبعاد أخرى تراب معجون ،بتاريخ لا يمكن أن نغض الطرف عنه أو حتى أن نزيل ركامه وملوحته وصخوره من على أجسادنا.
‏ولا يمكن أن نحسبها بمئات الكيلومترات شرقًا وشمالًا ، فالاتجاهات تنعدم هنا والمساحات تضمحل ،ويبقى ما أزهرته الأرض ونورها وما تعدن بأعماقها.
فلنعد إلى القصة المولودة مع أولى الخطوات ثم ما حملته من أحرف وحضارات ولم يكن الختام مع الرسول مجلّي الظلام بوحي ربه وإن كان أشرف الأحداث ، ها نحن ذا نكمل ونحمل ثقل المعادن على أكتافنا للسماء، وننسج فوق البلاد بلدانًا ؛ حبًا حتى لا يبقى غيرها، نسيج محاك بهوية غائرة.
ولا جدال في حبها ولا حيود فأجسادنا وأرواحنا ممتزجة بها بل وحتى أصغر مكوناتنا.
إذًا فإنها ليست شقة أرض بل كل الأرض وكل الكون.