جمع مجلس الحيرة الأدبي بالشارقة ستّة شعراء إماراتيين وسعوديين إحتفاءً باليوم الوطني ٨٩ للمملكة العربيّة السعوديّة، رسموا في أمسية حضرها رئيس دائرة الثقافة بالشارقة عبدالله العويس ومدير مجلس الحيرة الأدبي الشاعر بطي المظلوم .
حيث رسموا لوحةً زاهية بالإشادة بقادة البلدين ، وتأكيد قوّة التحالف وثوابت الدفاع عن الأوطان ، ومجد السعوديّة والإمارات كحصون منيعة .
وتميّزت القصائد التي تفاعل معها جمهور الشعر وحظيت بحضور كبير بمقدرة فرسان الأمسية على التلوين بالبحور الشعرية والصور الفنيّة التي صنعت بستاناً من السلام وزهور المحبّة العربيّة .
وفي المقابل تأججت بها صورة الميدان والحرب وميادين البطولة والشهادة والدفاع عن الأوطان
“خليج العز”.
ورسم الشاعر السعودي علي السبعان لوحةً شعريّةً حاور فيها الشاعر الإماراتي علي الخوار على البحر نفسه والقافية ذاتها ، وقد تميّزت قصيدة السبعان بقوّة معانيها وصورها المستوحاة من المحبّة والانسجام بين الإمارات والسعودية ، حيث إبتدأ السبعان بمدح “قادة الإمارات ” وصورة السعودي الذي يشعر أنّه شيخ في الإمارات ، وصورة الإماراتي الذي يحسّ أنّه ملِك إذا زار السعودية ، وهي صورة قويّة وإستهلال طيّب.
“يا عيال العضود “زايد” طيّب المولى ثراه
زودنا من زودكم لو ما على الاكرام زود
السّعودي شيخ في موطن “خليفة” لا لفاه
والإماراتي مَلِك لا زار موطن “بن سعود”.
لينطلق السبعان بعدها في قصيدة “خليج العزّ” التي ألبسها لبوساً من الصور الفنيّة المذهلة التي بدت لوحةً غنّاء في مضامين وصور التكاتف السعودي الإماراتي في السلم والحرب :
“حنّا خليج العزّ.. حر وصحاري
نتقاسم التمرة ودُرّ المحارة
من بحر مسقط للكويت وعذاري أحرار في ظلّ الخليج وحراره
أخوان نورة مشبعين الضواري لاجا نهار الحرب شقّوا غباره
واخوان شمّا محتمين البراري الجوّ له غاره وللبحر غاره
إن قوّموها تقوم”ذات الصواري” وان هجّدوها .. انتمّ رهن الإشارة”
. .”بحر الخليج العربيّ الحضاري توّه صفا ماه وتهندم سماره
متعانقه الإعلام فوق السّواري وتعاهدت الأيدين تحت المنارة
حنّا وطن واحد بمجده يماري في طاعة شيوخه توحّد مساره
وأنا سعودي والإمارات داري
يا حظ من هذي وهذيك داره ” .
أما الشاعر الإماراتي سعد مرزوق الأحبابي ، فقد تجلّت أبياته ذات الألفاظ الأصيلة والجرس الموسيقي القوي ، في إفتخاره وتعداده لفضائل التحالف بين البلدين ، وفي ذلك أدخل الأحبابي صورة الجبل المنيف في وصف القادة ، كما عبّر عن وقوف الحلف بوجه الإشاعات والفتن ، مؤكّداً أنّ أمن الإمارات هو أمن السعودية
“مثل الجبل بين الجبال المنيفة وما فوقه الا الله وسبع السموات
وحنّا الحليف اللي صدق مع حليفه
وما غيّرونا أهل الفتن والاشاعات
وسلمان ابونا مثل أبونا خليفة وأمن السعوديّة هو أمن الإمارات” .
” قرار الحزم”
وامتلأت قصيدة الشاعر السعودي محمد دايل القرني بمضامين مهمّة وصور عذبة، جاءت على شكل ولاء وطني وافتخار بالعروبة والعهود المشتركة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، إذ استهلّ القرني بحمد الله على الأخوّة والشريعة وكون القرآن الكريم دستور بلده القائم على المنهج الواضح، كما عرض الشاعر لبداية تأسيس السعودية، مستذكراً مؤسسها الملك عبدالعزيز وموحّدها، ومتسلسلاً في ملوك السعودية، ليمتدح الملك سلمان بأبيات ذات صور شعريّة، في قرار “الحزم”
“يقدح قرارات الحزم من راسه” ويتصدّى للأعداء “الله خلقه على السطر من صغره
غدّة نحر في منحر العدوان .
كما افتخر الشاعر القرني بالدم الواحد والعروبة الواحدة وعلاقات المملكة العربية السعودية مع جيرانها
“الدّم واحد والعروبة وحدة وجيران لا قالوا العرب جيران”
منتقداً الجار الذي لم يقدّر حقّ الجيرة “لكنّهم ما قدّروا جيرتنا”
فقد باعوا دم المسلم بدمّ الفاسق وصدّروا الإرهاب للاوطان .
كما افتخر الشاعر بقوّة بلاده : “حليفنا نسقيه نهر الكوثر والمعتدي يُسقى حميمٍ آن
اللي يوالينا نعزّز جاهه
ومن خاننا بعناه بالمجّان” .
ورصد الشاعر التطوّر الحاصل في بلاده والوقفة الواحدة ضد العدوان حيث الشعب هو جيش احتياطي للقيادة
“إذا دعا فينا نلبّي الواجب يتسابق الشيبان والصبيان”
وجاء الشاعر بصورة الإنس والجان لدلالة الطيبة والاستبسال بقوله :
“نرمي عمايمنا ولا نتوانى
في السّلم إنس وفالحرايب جان”
ليعتزّ بصورة الجنود الذين يواصلون صمودهم على الجبهة:
“وجنودنا اللي في بلاط الجبهة ندعي لهم بالسرّ والإعلان
من عاش منهم ع الشرف والعزّة ومن مات منهم فاله الجنان”.
ويختم بصورة الأمن والإيمان الذي تعيشه بلاده :
“الله ينصرهم ويعلي شانهم والله يديم الامن والإيمان”.
كما برع الشاعر القرني في قصيدته “تحت رايتك” راسماً صورة الوطن الرافع رأسه، ومشهد الحرب، والاستبسال في حضرة الوطن، وفي المقابل رسم الشاعر مشهد العدو بصور مذهلة،
ومما قال :
“تحت رايتك يا بيرق بلادي الاخضر الممشوق
نغنّي لك واباليس البشر والجنّ ملعونة”
“بلادي وان دعت لبّيت والدنيا على ملحوق
يلبي داعي بلادي وداعي الدّار يا عونه”
” نهار الحرب له شلّه وليل الحفل له طاروق .
ولا يبدع لك الشاعر مثل لا حبّ مزيونه
وانا مجنون في بنت الملوك اللي غلاها ذوق
هنوفٍ عطرها يحرم عليهم ما يشمّونه”.
قوة التحالف
وشارك الشاعر الإماراتي محمد هاشم الشريف بقصيدة في اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، مفتخراً بالقادة والشعب، ومستذكراً القادة الذين أسسوا البلدين، ومما قال:
” شعبين في وجه واحد مثل خشم وعين
وشعب الإمارات يهدي للسعودي سلام
شفٍّ مخلّف بهم عشناه دنيا ودين
من زايد الاوّل وعبدالعزيز الإمام
طويدٍ منيعٍ وعزمٍ في اللقا ما يلين
أنامل بكفّ واحد بالوفا والوئام نورد حياض المنايا ونردع المعتدين
في ساحة المجد إلنا موقفٍ في الأمام
بالحال والمال ظمدنا جروح وأنين
غثنا شعوبٍ شكت جور الزمن والايام
على اختلاف الاديان بفعلنا مخلصين
نعطي الذي يستجير وعندنا ما يظام
في اليوم الوطني للمملكة مشاركين
واليوم جينا نشارك حفلكم يالكرام
منّا لشعب السعوديّة وفرح دولتين
من شعب دولة الإمارات الوفيّة سلام”.
منار الحضارات
أما الشاعرة بلقيس الشميري، فقد عرضت صورة البلدين المتحابين بمهارةٍ واقتدار إذ رسمت صورة الإمارات :
“دار الرخا والحضارة”، بل “منار الحضارات”، الملهمة، الشامخة، حاضنة الحب والطموح، المفعمة بالطيب والوقار والجسارة، وكلّها تعابير قويّة جاءت على بحر موسيقي سريع تغنّت خلاله الشاعرة الشميري بالدولة: إمارةً إمارةً، لتعتزّ بأنّها يتوزّع قلبها بين حبّ الإمارات والسعودية :
” أقدِّرِك واغليك امارة إمارة
وانا سعوديّة وبنت الإمارات
قلبي هنا مفتون والدّار دارة
لا تفرّقه لا تجزئة لا اعتبارات”.
ونسجت الشاعرة الشميري لوحةً متشابهة بين السعوديّة والإمارات، فيها الملامح واحدة والانتصارات كذلك، كما امتدحت شارقة الحرف والإبداع والألق والشعر :
“حتّى ملامح شعبنا وانتصاره نفس الشّبه بالزبط والانتصارات
وللشعر تقديره هنا واعتباره وفي الشارقة للشعر والحرف شارات”.
وأبدعت الشاعرة في رسم صورة اليوم الوطني للسعوديّة كيومٍ للعيد والأماني والأغاني والرخاء، حيث تبني المملكة حصون المجد بالتقوى والإيمان وعزّة الشعب والتطوير والتجديد والخطط التي تستند إلى رؤية واثقة قوامها القلب والعقل معاً لبناء الدولة :
“يوم الوطن يوم الفرح يشبه العيد
يوم الأماني والأغاني للأوطان”.
وفي قصيدة لها حذّرت الشاعرة الشميري من الفتن والإنجرار لها في وقت جديد على الدول والشعوب، مؤكّدةً صورة القائد الذي يكشف الغمّة :
” ملك ملك حاكم على دين واعراف
ويفرّج الغمّة ليا جات غمّة”.
سماء العزّ
وجاءت قصائد الشاعر السعودي والإعلامي راشد القنّاص هادرةً على موسيقى سريعة، تغنّى فيها بالوطن، مستخدماً مفردات قويّة وتدلّ على وقوف الجميع صفّاً واحداً للدفاع عنه، ولذلك، فقد حملت القصيدة معنى “الدرع” من منظور عسكري، ومن ناحية أخرى كان تعبير المملكة الشامخة في سماء العزّ، ذات العزّ الراسي، حيث الحكومة والشعب متكاتفان معاً، وكصورة شعريّة ذهب الشاعر القنّاص ليقنص معنى السّعد والهناء الذي لن يحظى به الأعداء إذا ما فكّروا بالحرب، كما تنوّعت بقيّة الألفاظ لتشمل معنى “الحصن” الذي يحمي الديرة والجنود “كاسبين المجد” إذا نادى المنادي للدفاع عن الأوطان. كما مدح القنّاص القيادة السعودية بقصيدة حربيّة جاءت على موسيقى طويلة، ضمّنها عزّ العرب، ومعاني الحزم والعزم، وراعي الكرم، ووافي الخصائل، ومجد الأصايل، وحزم العرب “مشفي القلوب العلايل ” .