يا أيّتها الأرضُ الكريمةُ اقبلي
منّي سلامَ مودعٍ دربَ الفداء
ولـسيدّي كل التحيّةِ أبلغي
أَنّي أُكنّ ولائيَ حجمَ الفضاء
ولأهليَ ولــشعبي فلتُعلمي
أنّي أسيرُ شهيدكِ نحو السّماء
فاليوم يعلو رثائيَ يا موطني
واليومَ تخمدُ أذرعي نحو العطاء
واليوم يومُ مسيرتي و جنازتي
واليومَ أودعكم بـروحٍ من نقاء
فلتشهدي يا أرضُ ما ملكت يدي
أنّي حميتُ مليكيَ خوفَ العداء
قدْ كنتُ باراً يا أبي و في داخلي
حبّ البنوّةِ منذُ أنْ خضّتُ الوفاء
هاكِ العصايةَ يا أبي لا ترتخي
إن غبتُ عنكَ مودعاً نحو السماء
إنّي حميتكَ والحمى سلماننا
تحميك من ربّ السّماء
لكنّي في شرفِ اقترابكَ أبتغي
نهلَ المحبة ثمّ فرحتي بـاللقاء
إنّي على ضفافِ الجنان أحبتي
ما ضيّع الله جهوداً في هباء
والله أكرمني بـ فضلِ مهامتي
والله أسقاني طهوراً من رواء
والله يعلمُ مقتلي ومكانتي
والله لالغدرِ سيردعُ من يشاء
في حرمِ مكةَ يا صلاةَ مودّعي
صلّوا عليّ وأثنوا في كلّ الدعاء
قد كانَ ذا عملي فأحيوا سنتي
أن يحفظَ الحرمين من شرّ العداء
و لـتعلموا كلّ العداءِ بأنني
إنْ متّ لن يغفوا و داخلهم رخاء
تتلوني الأبناءُ في العملِ بشدّ شهامتي
حول الوطن نتكاتفُ كَتِفَ الرعاء
شدّوا على سعدِ الوطن كيْ نرتقي
ولتكملوا عنّي مسيراً في النماء
يا مدينتي كلّ التحيةِ أبلغي
فاليوم يوم رحيلي نحو السماء