ظهرت أقدم محمصة للبن في العالم، وعرض كوكبة من المحترفين و3 من الأبطال تجربتهم في عمل المشروب السحري الأسمر على نغمات الموسيقى الجاز، خلال أسبوع القهوة العالمي الذي انطلق امس بتنظيم نداء الثقافة، بحضور عدد من القناصل العاميين والسلك الدبلوماسي وأكثر من ٢٠٠٠ شخص بفندق ايلاف جاليريا في جدة، وتستمر فعالياته حتى يوم السبت ، بحضور اكثر من 15 مقهى مختص تنافست على تقديم المشروب الأشهر عالميا بأشكال وصور مختلفة، وعشاق القهوة والمهتمين بصناعتها والاستثمار فيها.
وبالتزامن مع تسابق عدد كبير من المبتكرون والمبدعون على صناعة أفضل فنجان قهوة سعودي عبر مسابقة “تذوق”، ظهرت أول ماكينة اسبريسو شهدها العالم عام 1970، وتعرف رواد الفعالية على أسرع ماكينة اسبريسو على وجه الأرض وأتيحت لهم فرصة تجربتها، وشارك ثلاثة من أبطال العالم في عرض تجارب ملهمة عن القهوة وفنونها.
وأكد المهندس محمد باخريبه المشرف على تنظيم الأسبوع العالمي للقهوة في دورته الخامسة، أن المشروب الذي يسحر أكثر من 5 مليار شخص في العالم، يقعون في غرامه ويتناولونه بشكل يومي، يستحق هذه الحفاوة البالغة التي تظهرها الفعالية التي حققت نجاجا واسعا خلال السنوات الأربع السابقة، مشيرا إلى أن الدورة الحالية تركز على تفاعل الجماهير من خلال دعوته للمشاركة في عمل قهوته بنفسه، وتجريب أسرع ماكينة اسبريسو في العالم، وتأخذ بعداً عالمياً من خلال استضافة ثلاثة من الأبطال العالميين يشاركون الحضور تجربتهم الملهمة، ويقدمون قصصهم مع القهوة، كما يشهد عدداً من الأنشطة، أبرزها المسابقة السنوية لتذوق القهوة، ومسابقة “لاتيه آرت”، والقهوة والموضة، حيث يجري استقبال الضيوف وسط أجواء مشوقة ومثيرة على موسيقى الجاز، ومع حكايات العشق المتناثرة التي تربط المشاهير بالمشروب الأول في العالم.
ولفت إلى أن تراث القهوة وتاريخه محليا وعالميا يظهر في الدورة العالمية من خلال عرض أول محمصة بن في العالم والتي ظهرت عام 1880 أي قبل 139 عام تقريبا، وكذلك أول ماكينة اسبريسو عرفتها السعودية قبل 49 عاماً، حيث سيكون الاحتفاء بعشاق المشروب المفضل بشكل مختلف، وبنكهات عالمية، مشددا على أن إقامة أسبوع للقهوة، تأتي اعترافاً بدور السعودية الكبير في نشر ثقافة القهوة، حيث استقبلت أوروبا أطنان البن من جنوب الجزيرة العربية قبل عقود عديدة، وكانت جدة معبر تجاري مهم للبن وبالتحديد مدينة جازان التي تملك أكثر من 700 ألف شجرة تقريباً، كما كانت أكثر المدن التي استوردت القهوة وعملت في تجارتها، وحولتها إلى مصدر رزق للكثيرين، مثلما تعد السعودية أكثر الدول استهلاكاً للبن، وتحتل المرتبة الأولى في الشرق الأوسط والثالثة على المستوى العالمي.
وشدد باخريبة على أن القهوة هي أهم سلعة تجارية في العالم بعد النفط، وتصل قيمته إلى نحو 100 مليار دولار، ويعد من أهم السلع الزراعية المدرجة ببورصات عالمية، وينفق السعوديون ما يزيد عن 5 مليار ريال سنوياً على مشروبهم المفضل، حيث حققت المملكة نمواً فاق 25% خلال السنوات الأربع الماضية، مما يجعلها من أسرع الأسواق نمواً في العالم”، لافتاً إلى أن “إحصاءات المصلحة العامة للجمارك أوضحت أن إجمالي واردات المملكة من البن في 2017 بلغت 58784 طن، بقيمة تجاوزت 832.5 مليون ريال، بزيادة بلغت 19 % عن العام الذي سبقه، حيث يستهلك الفرد السعودي 4.3 كيلوغرام من البن سنوياً”.