تُعد منافسات ومسابقات التميز والتفوق الكشفي من أهم البرامج والفعاليات التي يُنفذها النشاط الكشفي بوزارة التعليم منذ عام 1396هـ ، والتي تسعى من خلالها الى تحقيق هدف الحركة الكشفية ، ورغبة – وزارة المعارف – آنذاك برفع مستوى الأداء للوحدات الكشفية ، وإيصال خدمات التربية الكشفية خلال العام الدراسي للكشافين وحصر هذا النشاط ومتابعته وتقويمه مع نشاطات المشرفين وقادة مراكز التدريب ، بأسلوب تربوي يحقق روح المنافسة الشريفة بين المشاركين .
وتدور هذه الأيام وعلى مدى ثلاثة أسابيع متواصلة رحى تلك المنافسات التي بدأت الاسبوع الماضي في صبيا لمرحلة الأشبال، وهذا الأسبوع في عسير لمرحلة الفتيان ، والاسبوع القادم في مكة المكرمة لمرحلة الكشافة المتقدم ، حيث تُشارك في كل منافسة 30 إدارة تعليم تأهلت للمنافسات من أصل 47 إدارة تعليمية .
ولأهمية ذلك الموضوع لما يتجاوز 200 ألف كشاف في المملكة الذين يتابعون تلك المنافسات وما تؤول إليه من نتائج رصد محرر وكالة الأنباء السعودية ذلك الحدث ، حيث أوضح مدير ادارة النشاط الكشفي بوزارة التعليم مجدي محمد الصبيحي ، أن المنافسات حالياً عبارة عن تقديم مبادرات مجتمعية تحقق محاور رؤية المملكة 2030 ، بحيث تجسد تلك المشاريع الطرق والأساليب والفنون والتقاليد الكشفية المكتسبة من أنشطة الوحدة الكشفية ويتم تطبيقه في المجتمع المدرسي والحي والمجتمع المحلي المحيط إضافة الى عرضها في المجتمع الافتراضي ضمن فضاءات شبكات التواصل الاجتماعي الالكترونية .
وعن الهدف الرئيس من تلك المنافسات أفاد مشرف النشاط الكشفي بالوزارة نوح بن علي الغانمي ، أن المنافسات في كل فترة زمنية توضع لها أهدافها العامة والخاصة التي يحتاجها المخططون لها ، وفي العامين الأخيرين تتطلع إدارة النشاط الكشفي بالوزارة من المنافسات الى غرس روح الاعتزاز بالدين والولاء للملك والانتماء للوطن ، وتنمية القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية وتنمية المهارات والفنون الكشفية لدى الكشاف ، وصولاً إلى مساعدة الكشاف لاكتشاف مواهبه وقدراته لتطوير ذاته ، وتقديم نماذج تطبيقية للأنشطة الكشفية المتنوعة ، وتنمية مهارات الكشافين في تصميم مبادرات نوعية تسهم في تحقيق محاور رؤية المملكة 2030 ، وتطوير مهارات الكشافين في مضامين التربية الكشفية .
وعن تاريخ تلك المنافسات أوضح المهتم بالتاريخ الكشفي السعودي والعربي مبارك بن عوض الدوسري ، أن المنافسات بدأت عام 1396هـ بالرياض باسم مسابقة التفوق الكشفي وشارك فيها 396 كشافاً من مختلف المراحل في التعليم العام ورعى حفل الختام الذي أقيم بالاستاد الرياضي للوزارة معالي وزير المعارف آنذاك الدكتور عبدالعزيز الخويطر ، وأقيمت المسابقة الثانية عام 1397هـ في الطائف وشارك فيها 800 كشافاً ، وأقيم حفل المسابقة على شرف سمو الأمير خالد بن فهد بن خالد وكيل وزارة المعارف للشؤون التعليمية والإدارية آنذاك ، وفي عام 1398هـ ، أقيمت النسخة الثالثة في ابها وشارك فيها 1000 كشاف وقد أقيم الحفل الختامي على شرف صاحب السمو الملكي المير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة آنذاك ، واقيمت النسخة الرابعة في نجران بمشاركة 1100 كشاف وقد أقيم الحفل الختامي على أرض مركز التدريب الكشفي على شرف سمو الأمير خالد بن فهد بن خالد وكيل وزارة المعارف للشؤون التعليمية آنذاك ، واستضافت الاحساء النسخة الخامسة عام 1400هـ ، بمشاركة 1400 كشاف ، كما استضافت الجوف النسخة السادسة عام 1401 وشارك فيها 1420 كشاف ، فيما استضافت مكة المكرمة النسخة السابعة بمشاركة 1500 كشاف واختتمت بحفل اقيم على شرف صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة آنذاك ، ثم توقفت المسابقة 12 عاماً وعادت عام 1415هـ كمنافسات محلية حتى اقيمت مركزياً عام 1417/ 1418هـ كنسخة ثامنة بالرياض حضر حفل الختام فيها معالي وزير المعارف آنذاك الدكتور محمد أحمد الرشيد ، وفي عام 1418/ 1419هـ نفذت النسخة التاسعة في الباحة وجدة وبيشة والطائف ونظمت في ذلك العام المسابقات البحرية بين الوحدات الكشفية البحرية بالمناطق والمحافظات الساحلية في مسابقة اقيمت في جدة ، وقد رعى الحفل الختامي للمنافسات في الطائف معالي وزير المعارف الدكتور محمد بن أحمد الرشيد ، وفي المخيم العاشر من المسابقات عام 1419هـ / 1420هـ ، قسمت المنافسات على مخيمين الأول للفتيان في نجران ، والثاني للكشاف المتقدم في المدينة المنورة ، واقيمت المنافسات البحرية في جازان ، وفي عام 1420هـ / 1421هـ نفذت المنافسات لمرحلة الكشاف المتقدم فقط بريدة وعنيزة ، وفي النسخة الثانية عشر عام 1421هـ / 1422هـ نفذت لمرحلة الفتيان في عسير وحائل .
ثم أستمرت المنافسات بين تغير في مسماها وعمومية في استضافتها حتى أصبحت تنفذ بالطريقة الحالية وباسم منافسات التميز الكشفي حيث استضافت العام الماضي جدة مرحلة الاشبال ، والاحساء مرحلة الفتيان ، والشرقية مرحلة الكشاف المتقدم .