أقامت منصة إعلاميي الاحساء، أمس الثلاثاء، حلقة نقاشية أسبوعية جديدة بعنوان ( الصحافة الإلكترونية بين الواقع والمأمول ) قدمها الكاتب الصحفي سامي الجاسم ، وشارك بها لفيف من الإعلاميين أعضاء المنصة ، وتناقشوا حول حال الصحافة الإلكترونية وسلبياتها وإيجابياتها والمحتوى الذي تقدمه وأوضاع الصحفيين العاملين بها ومدى تأثيرها على الصحافة الورقية.
واستهل أعضاء المنصة ، نقاشهم حول مدى تأثير الصحافة الإلكترونية على مستقبل الصحافة الورقية، وقال مدير الندوة الأستاذ سامي الجاسم، أن الصحافة الإلكترونية في الوقت الحالي لها تأثير كبير وهذا ما نراه واضحاً في كثير من القرارات التي اتخذتها العديد من الصحف الورقية، كحالات التقليص التي تمت في المكاتب الإخبارية وأعداد المحررين وتقليل عدد صفحات الجرائد ، بسبب ارتفاع التكلفة وقلة الدخل الإعلاني ، وضعف الإقبال من القراءة وقلة الشراء، وهذا ما دفع تلك الصحف نحو المواكبة والتحول إلى تقديم محتواها بشكل إلكتروني عبر موقعها الرسمي أو صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي ، وهذه المواكبة ضرورية ومهمة ، ونحن الآن في زمن اكتساح تام للصحافة الإلكترونية وتقليل كامل من أهمية الدور السابق الذي كانت تلعبه الصحف الورقية والمجلات.
واضاف الجاسم، أن الصحافة الإلكترونية تتمتع بالعديد من المميزات كسهولة الاستخدام والسرعة في الانتشار والنقل الفوري للأخبار ومتابعتها، وإمكانية عرض عدد كبير من الصور ومقاطع فيديو مصاحبة للخبر، فالصحافة الإلكترونية باتت تسابق قنوات التلفزيون التي تبث أخبارها في مواعيد محدده، فهي تعمل على مدار الساعة وبتكلفة مادية أقل، فضلاً عن إمكانية أرشفة المواد الإخبارية، وإمكانية البحث السريع عنها وإعادة قرأتها بسهولة، وهذا دليل واضح على أن الصحافة الإلكترونية أثبتت أنها مواكبة للطرح الإعلامي في عصرنا الحالي.
وعلى الرغم من كل تلك المميزات يرى الجاسم ، أن الصحافة الورقية كانت ولازالت تتمتع بمهنية أكثر من الصحافة الإلكترونية نظراً لوجود العديد من المواقع الإخبارية الإلكترونية تعتمد على النسخ واللصق من الصحف الورقية أو المواقع الرسمية في تقديم محتواها وينشر نفس الخبر في كل الصحف ولكن بأسماء مختلفة، كما أن هناك العديد من المواقع يديرها أشخاص لا يملكون خبرة إعلامية أو حاصلون على شهادة أكاديمية تؤهلهم للعمل في هذا المجال.
وذكر سامي الجاسم، أن الصحافة الإلكترونية نظراً لسهولة إنشائها أصبحت تستقطب الجميع للعمل بها دون النظر لموهبة أو مهنية الصحفي أو المادة الصحفية التي سيقدمها لمجرد ملء الخانات، كما اصبحت تفتقد ايضاً لولاء الصحفي للمؤسسة التي يعمل بها ، فهناك العديد من الصحفيين يكتبون في اكثر من صحيفة وفي إطار مكرر ، بالإضافة إلى غياب المنافسة فيها ما عدى بعض الصحف الإلكترونية الكبيرة والشهيرة .
وقال الجاسم ، أن وزارة الإعلام يجب أن تكون حاسمة في قضية تنظيم عمل الصحف الإلكترونية وإصدار تصاريحها والعمل على إيقاف بعض الصحف التي يعتبر أن وجودها غير مجدي وعلى هيئة الصحفيين أن تكون حازمة في قضية العضوية ومنح بطاقتها وعضويتها فهي يجب أن تكون منظمة حتى لا يكون هناك خلط في المسميات وحتى يكون العمل الصحفي منظم.
واشار سامي الجاسم ، إلى أن جميع من يعملون في الوسط الإعلامي شركاء في ما آلت إليه الأوضاع الحالية وهم أيضاً شركاء في تصحيح المسارات الخاطئة ، فتلك الفوضى الإعلامية الجميع مسؤولين عنها ويجب على الكل المشاركة في إعادة ترتيب الأدوار والمسميات، فالمجتمع يحتاج إلى الصحفي الذكي المبدع الذي يقدم رسالة سامية وهادفة ، وهو من سيبقى في النهاية وستنتصر له مهنيته وإخلاصه وتفانيه في العمل، أما تلك المواقع التي لاتقدم إفادة للمجتمع وتبني محتواها على النسخ من المواقع الأخرى والمحسوبة على المجال الإعلامي فلن تستطيع الاستمرار وسينتهي هذا الضجيج فزمن فقاعات الصابون قصير ، و التصحيح قادم.