كلنا نعلم أن البرد له تأثيره على جسم الانسان بشكل مباشر أو غير مباشر و كثير من الامراض تشتد أعراضها و تتهيج نتيجة البرد القارص.
و هنا أود أن استعرض أهم الأعضاء التي تتأثر بالبرد وأكثر الأمراض التي تحدث خلال فصل الشتاء عموما
و الأوعية الدمويه.
1- البرد و تأثيره على القلب
إن برودة الجو تسبب انقباض الاوعية الدموية خاصة السطحية منها في الجلد والاطراف وهذا يعتبر وسيلة دفاع طبيعية من قبل الجسم لمنع فقدان المزيد من الحرارة وأن هذا الانقباض في الاوعية يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم و زيادة العبء على القلب و لذلك قد تظهر أعراض القصور القلبي أو الذبحة الصدرية لا قدر الله – خاصة إذا كان الشخص مصاباً بتصلب الشرايين أو ضعف العضلة القلبية .
وتتظاهر الذبحة الصدرية بحس ثقل أو ألم في الصدر، وألم في منطقة القلب ينتشر إلى الذراعين أو إلى الرسغين واليدين أو إلى الفك السفلي، وقد يظهر هذا الألم عقب القيام بالجهد، وهو يزول بالراحة أو بتناول الحبوب الموسعة للشرايين.
وتشير الكثير من الدراسات في الدول التي تشهد هبوطاً ملحوظاً في درجات الحرارة إلى ارتفاع معدل حدوث الأمراض القلبية الوعائية فيها بسبب البرد، وتعد السكتة القلبية سبباً رئيساً للوفاة في فصل الشتاء خصوصاً السكتات التي تحدث في ساعات الفجر الأولى.
وللوقاية من أثار البرد على القلب فان هناك بعض الإجراءات المفيدة مثل:
ارتداء ملابس شتوية كافية تحمي من البرد،
البقاء في أماكن تكون درجة حرارتها قريبة من العشرين.
تفادي التباين الكبير في درجة الحرارة، وعدم الخروج فجأة من الجو الدافئ إلى الجو البارد.
التخلص بسرعة من الملابس في حال تعرضها للمطر.
تخفيف النشاط الرياضي في الطقس البارد.
في حال حدوث الألم في الصدر، خصوصاً في ساعات الصباح الأولى، يجب طلب الإسعاف من دون تردد. مع الحذر الشديد من أن الأزمة القلبية قد تأخذ أحياناً مظاهر هضمية تعطي انطباعاً أن المشكلة ليست في القلب، مع العلم أن المشكلة الحقيقية هي فيه وليست في الجهاز الهضمي.
2- البرد و تأثيره على الجهاز التنفسي
تتفاقم الأمراض التنفسية في أوقات البرد،حيث أن الجهاز التنفسي على اتصال مباشر ومستمر مع الوسط الخارجي من خلال عمليتي الشهيق والزفير. إن تدني درجة الحرارة يضعف الدفاعات المناعية والذاتية للأغشية المخاطية التي تفرش المجاري التنفسية، وهذا ما يقلل من قدرتها الدفاعية ضد الفيروسات والميكروبات التي تصبح في فصل البرد أكثر قدرة على الغزو والانتشار.
• أن مرضى الربو القصبي أكثر عرضة لتفاقم الاعراض التنفسية لديهم خلال موسم الشتاء و البرد
• و لدلك على المصابين بالربو أن يكونوا حريصين على حمل ادويتهم الخاصة بالربو (دواء الموسع للقصبات ) للسيطرة على الأزمة الربوية في حال حصولها في شكل مفاجىء.
و للوقاية من الامراض التنفسية عموما في فصا الشتاء
– ينصح بأخد تطعيم الانفلونزا الموسمي الدي يقي ايضا” من انفلونزا الخنازير التي كثر الاصابة بها مند عدة سنوات
– – تطعيم المكورات الرئوية خاصة عند المرضى كبار السن و مرضى الالتهابات الرئوية المزمنة
تجنب القيام بمجهودات كبيرة لفترات طويلة في البرد الجاف.-
تجنب الانتقال فجأة من الأجواء الحارة الى الأجواء الباردة.
البرد وتأثيره على المفاصل
إن جميع مفاصل الجسم خصوصاً مفاصل الركبتين، تتأثر بهبوط حرارة الجو وهجوم البرد، وأكثر المتأثرين هم المتقدمون في السن، وأصحاب الوزن الزائد والذين يعانون من امراض مفصلية مثل الروماتيزم.
الذي تكون فيه الغضاريف المغطية لسطوح المفاصل مهترئة جزئياً أو كلياً، و مفصل الركبة هو من أكثر المفاصل تأثراً بالبرد،حيث يزيد من درجة الإحساس بالأعراض الناتجة منه، خصوصاً الألم،.
والبرد يحرض آلام الظهر والرقبة بسبب تقلص العضلات والأربطة بفعل عامل البرودة. و تستمرالالام عدة ايام و بعدها تعود الحركة الى سابق عهدها ..
و لحماية المفاصل من آثار البرد
• يجب توفير التدفئة اللازمة للمفاصل والأربطة.
• تناول مضادات الالتهاب و الالم في حال ظهور الآلام في مرض خشونة المفاصل.
• تفاد التعرض المباشر للهواء البارد على الرقبة والظهر.
• يمكن استعمال الكمادات الدافئة على المفاصل الموجوعة.
البرد وتأثيره على الجلد
هناك أمراض جلدية كثيرة تتأثر بالبرد، مثل الأكزيما، و الحساسية الجلدية و الصدفية وحب الشباب، والنخالية الوردية، .
وتعتبر قرصة البرد , إصابة شائعة ويعود سببها الى البقاء لفترة طويلة في الطقس البارد، وتتظاهر القرصة بهبوط شديد في حرارة الجسم، واحمرار الوجه والخدين وبرودة وتورم الأطراف خصوصاً القدمين واليدين.
وتعد أكزيما أسفل القدم في الشتاء إصابة شائعة، يصبح فيها الكعب قاسياً كالحجر وتترافق مع الحكة، ويزداد حدوث هذه الإصابة كلما تقدم الشخص في العمر. إن تدفئة الأرجل، وشرب الماء، واستعمال المطريات، تعتبر من بين الحلول المفيدة.
ولبرودة الشتاء دور في اطلاق العنان لظاهرة “رينولدز”، التي تطاول الشباب خصوصاً الإناث منهم، ويعود سببها الى تقلص غير طبيعي في الأوعية الدموية للأطراف الأمر الذي يقود الى شح مؤقت في الإمدادات الدموية لنهايات الأصابع، في اليدين والرجلين على السواء، فيتغير لونها الى الأبيض أو الأزرق، ومع تدفئة الأصابع يعود التدفق الدموي من جديد، فيتحول لون الأصابع الى الأحمر، ويعاني عندها المصاب من الألم والوخز والحكة.
ولوقاية الجلد من البرد يُنصح بالآتي:
• استعمال الماء الدافئ بدل البارد، ووضع القفازات، واستخدام الكريمات المطرّية.
• حماية الشفاه عن طريق وضع الكريمات الموضعية.
• الحرص على التدفئة المناسبة في المنزل.
• ارتداء الألبسة الملائمة الواقية من البرد.
و دائما نقول درهم وقاية خير من قنطار علاج فلنحافظ على اجسامنا و اولادنا من التعرض للبرد وقانا الله و اياكم شر الأمراض.