أكدت مدينة الملك سعود الطبية ممثلة بقسم أمراض الجهاز العصبي، على أهمية العلاج المبكر للحالات المصابة بما يسمى “أبو الوجيه”، والذي يُعتبر اضطرابًاعصبيًا مجهول السبب؛ ولكنه قد يكون مرتبطًا بعدوى فيروسية.
وكشف استشاري المخ والأعصاب واصابات الدماغ والعمود الفقري والحبل الشوكي د.هاني العبدلي، بأن المدينة تستقبل إلى ما يقارب 1500 حالة سنويًا لذات المرض، لافتًا إلى أنه ورغم بعض الحالات المرتبطة وقتيًا بذلك، إلا أن الدراسات لم توثق أو تثبت بأن التعرض للتيار الهوائي البارد أو تغيراته تعتبر ذات خطورة قد تؤدي للإصابة بشلل عصب الوجه السابع أو ما يسمى بشلل الوجه النصفي.
وعن الأعراض التي ترافق شلل عصب الوجه السابع، أشار د.العبدلي إلى أنها تتمثل في فقدان حركة الوجه حيث تبدو عضلات إحدى جهتي الوجه ضعيفة متدلية يصعب تحريكها، كما أن الشخص المصاب يعجز في الغالب عن إغلاق إحدى العينين وعدم القدرة على رفع الحاجب وبالتالي تصاب العين بالجفاف ويزداد سيلان الدموع، ويعاني صعوبة عند الأكل والشرب والكلام وفقد حاسة التذوق وعدم التحكم في حركة الشفتين مما يتسبب في سيلان اللعاب، إضافة إلى أن الأذن قد تتضرر فيبدأ بسماع الأصوات الطبيعية وكأنها أصواتًا عالية مزعجة، كما أنه من الممكن أن يحدث الشلل على أحد جانبي الوجه أو كليهما.
وعما إذا كانت هناك فعلًا عوامل خطورة للإصابة بعصب الوجه السابع أوضح د.العبدلي بأن التاريخ العائلي والالتهابات البكتيرية مثل مرض السل وكذلك العدوى الفيروسية مثل الإنفلونزا ونزلات البرد وأمراض الزهري إضافة إلى التهابات الأذنين والاضطرابات والأمراض العصبية مثل مرض التصلب اللويحي ومتلازمة “غيلان باريه” تعتبر من أكثر العوامل التي ترفع من فرص الإصابة بشلل الوجه النصفي، إلى جانب حدوث إصابات في الوجه، أو كسر في الجمجمة، أو أورام تضغط على العصب أو حتى الإصابة بالسكتة الدماغية قد ترفع من عوامل خطورة الإصابة فيه.
وعن مضاعفات شلل عصب الوجه السابع بين د.العبدلي بأنها قد تصل الى أضرار في عصب الوجه، ضعف عضلات الوجه بشكل دائم، إضافة الى تقلص في العضلات اللاإرادية وكذلك لا قدر الله حدوث العمى الجزئي، أو الكامل للعين التي لم تغلق بسبب الجفاف المفرط، وقد تصل الى حدوث خدش في القرنية، وكل هذه الأعراض قد تصل إلى عزلة عن الاجتماعات والمناسبات وتتطور الى اكتئاب للأسف.
أما عن علاج شلل عصب الوجه السابع، فقد أكد د.العبدلي بأن العلاج المبكر من بدء الأعراض يؤدي في الغالب إلى زيادة الفرصة في الشفاء التام بنسبة عالية جدًا، حيث يشمل العلاج عادة حبوب الستيرويد(الكوتيزون) مثل: البريدنيزون، والعقاقير المضادة للفيروسات، بالإضافة إلى حقن البوتوكس وجلسات العلاج الطبيعي، إضافةً إلى علاجات أخرى تحفظيه احترازية.
وختم د.العبدلي تصريحه مشددًا على ضرورة منع جفاف العين المصابة وذلك بوضع قطرات الدموع الاصطناعية باستمرار طوال اليوم، أي قطرات العين المرطبة، واستخدام مراهم العيون، ويحتاج المصاب إلى ارتداء غطاء زجاجي للعين في أثناء الليل قبل النوم. والنظارات الواقية في أثناء النهار؛ وذلك لحماية العين من الإصابات.