هل ندرك حقيقة موتنا؟ سؤال يتبادر إلى ذهن الكثيرين دون إجابة، لكن دراسة أخيرة توصلت إلى أننا بالفعل ندرك حقيقة موتنا؛ لأن المخ يظل واعيًا بعد توقف القلب وأجهزة الجسم عن العمل، بحسب ما أفادت جريدة «ديلي ستار» البريطانية.
اكتشف باحثون في إحدى جامعات ولاية نيويورك الأمريكية، أن المخ يستمر في العمل لفترة وجيزة بعد توقف القلب عن النبض؛ ما يعني «أن الشخص يدرك أنه توفي بعد موته تقنيًّا».
واكتشفوا أيضًا أن نشاط الدماغ يظل مستمرًّا في منطقة المخيخ، وهي الجزء المسؤول عن الوعي. وقال سام بارنيا مدير أبحاث الرعاية والإنعاش في مركز لانجون الطبي بجامعة نيويورك، أن عملية موت خلايا الدماغ يمكن أن تستغرق عدة أيام.
وقال: «الأمر المثير للإعجاب هو أن هناك وقت، بعد موت الشخص، تعمل فيه الخلايا داخل أجسادنا على تهيئة نفسها لعملية الموت».
وأوضح أن خلايات الجسد لا تتحول تلقائيًّا من حالة الحياة إلى حالة الموت، لكنها «تصبح أكثر مرونةً بعد توقف القلب، وتستغرق بعض الوقت حتى تستوعب».
وكان مجموعة من الباحثين من غرب أونتاريو، عملت في عام 2016، على فحص أجساد أربعة مرضى على أجهزة دعم الحياة، ولاحظوا التغيرات التي طرأت على أجسادهم بعد وقف هذه الأجهزة.
ووجدوا أن الدماغ توقف عن العمل في ثلاث حالات، لكن موجات المخ استمرت في العمل في الحالة الرابعة رغم إعلان وفاتها، وهي نتائج وصفها فريق الباحثين بـ«غير الطبيعية وغير القابلة للتفسير».
وقالت الورقة البحثية المنشورة في مجلة العلوم العصبية الكندية: «في أحد المرضى، استمر انبعاث موجة دلتا واحدة بعد توقف كل من القلب وضغط الدم الشرياني».
وتابعت: «من الصعب وضع أساس فسيولوجي لهذا النوع من النشاط الحادث في الدماغ، بالنظر إلى أنه يحدث بعد توقف الدورة الدموية لفترة طويلة».