سنوات طويلة مضت وتوالت أعوامًا بعد أعوام ونحن نقرأ ونسمع عن التغيرات التي ستطرأ في الألفية الثالثة وبأن العالم أجمع سوف يُصبح مثل قريةٍ صغيرة ومنفتح على بعضه ويستطيع الشخص أن يجوب الأرجاء وهو في مكانه.... وبالفعل وصلنا لهذه الحُقبة الزمنية وتطور العالم وتنوعت مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي حتى لم يعد للفضائيات مجالها السابق واستغنى الكثير من الناس عنها بشاشات المحمول من لابتوب وجوال.
هذا الانفتاح والتطور قارب المسافات وجعل كل مرتادي المواقع الإلكترونية متصلين ببعضهم البعض متواصلين بالمحادثات ومتناقلين للدردشات والمرح والفكاهات من الفوائد والتفاهات والنافع والسذاجات فكل إناءٍ بما فيه ينضح وكل ناشرٍ في فلكه يسبح.
هنا يبرز الحديث والكتابة عن مايتم تقديمه من محتوى في هذه المنصات وكيف يتعامل المتلقي مع المادة وجودتها من عدمها وفائدتها من ضررها ومضمونها ومدى تأثيرها سلبًا وإيجابًا.... صفحات الفيسبوك وحسابات التويتر وحالات الواتساب وقصص السناب شات وصور الانستقرام ومقاطع التوك توك وفيديوهات اليوتيوب وماسواها في العديد من المواقع ماهي إلا شواهد إما لنا أو علينا تمامًا كما هي أطرافنا وألسنتنا وحالنا معها يوم الوقوف بين يدي رب الناس في المحشر على رؤوس الأشهاد وطالما بقينا على قيد الحياة ونحن مستمرون في ارتياد هذه المواقع فالأحرى والأجدر بنا أن نتنبه ونهتم بكل مانكتبه ونقدمه وننشره ونصوره ولنعلم يقينًا بأننا محاسبون ومسؤولون عن كل ذلك حسنه وسيئه.
المتابع والمهتم بهذه المواقع يلاحظ بوضوح انتشار سريع للساذجين من خلال كل محتوى يقدموه صوتًا وصورة ومقابل ذلك يزداد التافهون في تلقي ومتابعة وتناقل كل محتوى مُبتذل فيه من السخافة والانتقاص ولكنه يجد القبول والإعجاب وفي اتجاهٍ آخر لا يحظى المحتوى النافع والمفيد بنفس أو بعض الرضا والانتشار بين العديد من فئات المجتمع في ظل الانفتاح الكبير على العالم ماعدا مانشاهده ونسمعه عادةً في فجر ونهار كل جمعة أو مع إطلالة شهر رمضان وفجر كل عيد..... السؤال العريض هو :
متى يتعامل المتلقي مع المحتوى التافه بعقلانية بعيدًا عن السذاجة والسطحية؟
أجزم بأننا إن أهملنا كل محتوى تافه في مواقع التواصل فسوف نقضي على انتشار وتوسع من يقدمها.