عبر الزمان وعلى مدى عصور كانت ومازالت حكايات وقصص تحدث وتُروى عن الظلم والجحود والطغيان من الإنسان للإنسان !!! بسبب الأطماع وحب الذات الطاغية رغبةً في الاستيلاء على كل ماتطاله يد الظلم والاستبداد... قامت المعارك والحروب ، تشرد الأطفال ، مات الرجال ، ترملت النساء ، عانى الآباء ، حزنت الأمهات وماتغيرت نفوس الطواغيت ، ولم تمتلىء خزائنهم ؛ لأن أجسادهم باقية فوق التراب ولم يواريها الثرى.
مقالي هذا ليس لقصةٍ بعينها ، ولن أحكي فيه حكاية ظالم ، أو أسرد قصة طغيان ، فالواقع جعلنا نعيش الطغيان ، ونتعايش مع الجحود ، ونتجرع مرارة الظلم بألوان الطيف ... مجبورون ، مقهورون ، مغبونون نعم ولكن ؛ مالنا من ذلك بُد أو حيلة ، اخترت الكتابة في مقالي هذا عن عموم الطغاة والظالمين مع الجاحدين ... وكيف اختلفت أدواتهم وتعددت أساليبهم ، إنهم مثل مصاصي الدماء ، وقُطّاع الطرق ، تجردت قلوبهم من مشاعر الإنسانية ، تبلدت أحاسيسهم ، سيطرت الأنانية على عقولهم ، لا يبالون بما يكسبون ، ولا يكترثون بمآل وحال المظلومين.
عرفت من ثقاة ، وتعايشت مع مآسي ، وعايشت مواقف حزينة ، لحكايات وقصص فيها من الظلم والجحود والطغيان مايُدمي القلب وتبكي منه العيون ، آثرت تفصيلها قصةً ، قصة وحكايةً وحكاية.
موازين العدالة متأرجحة ، القوانين الوضعية مختلفة ؛ ولذلك يجد أمثال هؤلاء ثغرات ومخارج لإشباع بطونهم التي لا تشبع ، ولتحقيق مآربهم التي لا تنتهي ، ولمد نفوذهم الذي لا يتوقف ... وتبقى العدالة الإلهية وحدها تمنح الأمل لكل مظلوم ومقهور أو مغبون.
مهما طال عمر الظالم سيموت ، يستبد الطاغية ويخلُفه آخر ثم يزول ، يتكبر الجاحد ثم ينتكس بعد حين ، الأمر لله من قبل ومن بعد وهو وحده القادر على كل شيء وعنده تجتمع الخصوم.
هضم حقوق الآخرين ، الجحود بين الناس ، الظلم والطغيان ، جعلت الكره والأحقاد والخصومات منتشرة في المجتمعات ، لا تسأل ظالم عن سبب ظلمه ، ولا تبحث عن طريقةٍ لإيقافه وعناده، ستتعب في التفكير بحلولٍ لردع طاغية ، وتعاني من مشاهد الجحود والعصيان ، كل هذه المآسي حدثت قديمًا وحديثًا ، بكل مكان وزمان منذ أن خلق الله آدم وهذه القصص تتكرر بعدة صور ، تتشابه بعضها ، تختلف تفاصيلها ، تتغير مواقعها ، تتعدد وتتفاوت الأزمنة لحدوثها ، ويتشكل إنسانها .... وتبقى نتائجها ومخرجاتها " هضم الحقوق ... طغيان وجحود " .