في الثاني والعشرين من أغسطس 2017 أطلقت وزارة التعليم خطة التقويم الدراسي للأعوام الخمس اللاحقة والتي أسفرت عن تزامن شهر رمضان في فترة العام الدراسي انطلاقاً من العام الدراسي 1439هـ ، بشكل تصاعدي إبتداءاً بدوام الموظفين في ذلك العام، الأمر الذي أثار إنقسام الرأي العام من ذلك الحين وإلى تاريخه ما بين مُؤيٍد ومعارض ومحايد، ولم يقتصر ذلك الاختلاف على الفئة المرتبطة فحسب فمعظم فئات المجتمع تتأثر فعلياً بقرار الدراسة في رمضان لأسباب عدة لا يتسع الحديث لتفصيلها ،في مجملها انها تزيد من عبء المسؤولية والمشقة عليهم اثناء الصوم، ناهيك عن طلاب ينعون البطالة الفكرية خلال فترة الصوم و معلمات تغلبهن البطالة العملية مع ازدحام مسؤولياتهن داخل وخارج بيئة العمل والتي تظل من أولوياتهن مهما تقلدن مسؤوليات أخرى، ومن عنق تلك المعاناة المرتقب علاجها يأتي إستفتاء الرأي عن الوقت المناسب للاختبارات النهائية في رمضان للعام الحالي وكأن الأمر ينتهي بخروج الطالب من قاعة الاختبار دون الارتباط بلجان عمل أخرى لسير تلك الاختبارات من دخول الطالب للقاعة وحتى استخراج النتائج؛ وذلك يعني أحد أمرين إما أن يواصل الكادر التعليمي دوامه كامل نهار رمضان لإنهاء أعمال الاختبارات أو يضطر لدوام مسائي لإستئناف عمله؛ وكلاهما مر ولا يمثلان حل للمشكلة.
تكرار ظهور أي مشكلة يعد سبب أحادي لإعادة النظر في علاجها ولو عدنا بعجلة الزمن الى خطة التقويم الدراسي السابق لوجدنا أن الدراسة مرت في أواخر العقد2000 من القرن الحادي والعشرين بسلسة عشرية للدراسة خضعت لذات الظروف والفصول المناخية المتغيرة دون المرور بشهر رمضان ابتداءً من عام 1429ه وحتى 1438ه وهي فترة زمنية لا يستهان بها كتجربة فعلية يحتذى بها لسلسلة جديدة تتوازن مع مصالح كل الفئات المرتبطة بالعملية التعليمية؛ وقد ننطلق من هذه التجربة بحل جذري لمشكلة (الدراسة في رمضان) من خلال النظر في تثبيت الفترة الزمنية للدراسة تحت بادرة((عام دراسي ثابت)) يبدأ وينتهي بفترة زمنية ثابتة في كل عام على التوالي، إسوة بثبات العبادات في أوقات وأشهر معلومة من كل يوم وعام " كالصوم، الحج، الصلاة" والتي نزلت في أزمنة ثابتة لا تتبدل بتبدل الظروف أو الفصول المناخية فلا أشد من صبر الصائمين والحجاج على شدة الحر والعطش، كما أن التوجه إلى بادرة "عام درسي ثابت" أعتقد بأنه سيلعب دوراً هاماً من الجانب السيكولوجي تحديداً في تحسين الاتجاهات السلوكية للأجيال الواعدة وتكوين شخصيات أكثر استقراراً من خلال الالتزام بمواعيد الدراسة التي ستنمي فيهم مهارات سلوكية ملحة لصناعة الذات من أهمها (إدارة الوقت) ، وعن مواكبة الدول الأخرى في الأزمنة والمصالح المشتركة فالتفاوت بين المواعيد الدراسية من دولة لأخرى لايزال قائم مهما تقاربت الظروف؛
وبالتقدير المبدئي لتقويم دراسي دون المرور بشهر رمضان ابتداءً من العام الدراسي القادم 1441/1442ه وفق فترة زمنية ثابتة فستكون بداية الدراسة للفصل الأول من العام 1441/ 1442هـ الأحد الموافق 19/12/1441هـ، وبداية اختبار الفصل الدراسي الاول الأحد 7/4/1442هـ وبداية إجازة منتصف العام بنهاية دوام يوم الخميس 8/4/1442هـ ،وبداية الدراسة الفصل الدراسي الثاني الأحد 5/5/1442هـ وبداية اختبار الفصل الدراسي الثاني الأحد 15/8/1442 ثم تكون بداية اجازة نهاية العام دوام يوم الخميس 26/8/1442هـ ، وتستأنف اختبارات الدور الثاني للطلبة المتعثرين الأحد 11/10/1442هـ ؛ وبذلك نكون أفردنا هذا الشهر الفضيل بالعبادة تماهياً مع النهج الإسلامي في قدسية هذه العبادة التي خصها الله تعالى بالأجر عن غيرها من العبادات وحققنا رضا المستفيد لضمان نواتج التعلم.
مسك الختام:
جاءت رؤية 2030 في حلتها الإبداعية والجريئة في قراراتها لتفتح آفاقاً نحو المستقبل غايتها إنشاء مجتمع حيوي نابض بالحياة يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم، ويعد قطاع التعليم من اهم القطاعات التي تساهم في تحقيق طموحات تلك الرؤية الثاقبة من خلال تلبية متطلبات المستفيد ، إلا أن قرار إلغاء الدراسة في رمضان لايزال متطلب لمنسوبي الوزارة، فهل تدرس وزارة التعليم فكرة "عام دراسي ثابت" للوفاء بمتطلبات المستفيد؟